المجازر الرهيبة في يوم العاشر من المحرم ، وما ترتب على ذلك من سبي حرمه وأطفاله من كربلاء إلى الكوفة إلى الشام ، إلى أن رجعوا إلى المدينة ، حيث تتابع الأحداث بصورة متلاحقة وسريعة.
الثانية ـ دراسة أنواع الحدث ، وهي كالتالي :
١ ـ أن يكون من قبيل القضاء والقدر ، بحيث تحدث القصة بصورة تجعلنا ننسبها مباشرة إلى تدخل قدرة الله في إجرائها ، كما نجد ذلك في قصة مبيت أمير المؤمنين علي عليه السلام على فراش النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليلة الهجرة ، وهنا تبدأ قصة من أروع ما عرفه التاريخ البشري ، فقد ذكر اليعقوبي في تاريخه : «... وإنّ الله عَزّ وجَلّ ، أوحى في تلك الليلة إلى جبرائيل وميكائيل أني قضيت على أحدكما بالموت ، فأيكما يواسي صاحبه؟ فاختار الحياة كلاهما ، فأوحى الله إليهما ، هَلّا كنتما كعلي بن أبي طالب؟! ، آخيت بينه وبين محمد ، وجعلت عمر أحدهما أكثر من الآخر ، فاختار علي الموت وآثر محمداً بالبقاء وقام في مضجعه ، إهبطا فاحفظاه من عدوّه ، فهبط جبرائيل وميكائيل ، فقعد أحدهما عند رأسه ، والآخر عند رجليه يحرسانه من عَدوِّه ، ويصرفان عنه الحجارة ، وجبريل يقول : بخ بخ لك يا ابن أبي طالب ، من مثلك يباهي الله بك ملائكة سبع سموات! وخَلّف علياً على فراشه لرد الودائع التي كانت عنده وصار إلى الغار ، فكمن فيه وأتت قريش فراشه ، فوجدوا علياً فقالوا : أين ابن عمّك؟ قال : قلتم له اخرج عنّا ، فخرج عنكم. فطلبوا الأثر فلم يقعدوا عليه ، وأعمى عليهم المواضع ، فوقفوا على باب الغار وقد عشعشت عليه حمامة ، فقالوا : ما في هذا الغار أحد. وانصرفوا ، وخرج رسول الله متوجهاً إلى المدينة» (٢٦). من تتبع أحداث
__________________
(٢٦) ـ اليعقوبي ، احمد بن ابي يعقوب : تاريخ اليعقوبي ، ج ٢ / ٣٩.