هذه القصة ؛ توصل إلى تدخل يد القدرة فيها. كما نجد هذا النوع من الحدث له نماذج في السيرة الحسينية ، ومن تلك النماذج : «وأراد رجل منهم أخذ تكة سرواله وكان لها قيمة ، وذلك بعد ما سلبه الناس. يقول : أردت أن أنزع التكة فوضع يده اليمنى عليها ، فلم أقدر على رفعها فقطعت يمينه! فوضع يده اليسرى عليها فلم أقدر على رفعها فقطعتها ، وهممت بنزع السروال ، فسمعت زلزلة فخفت وتركته وغشي عليّ ، وفي هذه الحال رأيت النبي وعلياً وفاطمة والحسن ، وفاطمة تقول : يا بني قتلوك قتلهم الله. فقال لها : يا أم قطع يدي هذا النائم. فدعت عليّ فقالت : قطع الله يديك ورجليك ، وأعمى بصرك ، وأدخلك النار. فذهب بصري ، وسقطت يداي ورجلاي ، فلم يبق من دعائها إلا النار» (٢٧).
من تأمل أحداث هذه القصة ؛ تَبيّن له جلياً أنّ الحوادث تنبأ عن إرتباطها بالسماء مباشرة كي تظهر للبشر مدى عظمة هؤلاء ومنزلتهم الجليلة عند الله عَزّ وجَلّ.
٢ ـ خوارق ومعجزات ، يجربها الله تبارك وتعالى لنصرة أوليائه من الأنبياء والأوصياء ونحوهم. ولعل الهدف من ذلك ، هو طمأنت المؤمنين على التمسك بالحق الذي هم عليه ، وأن يثبتوا مهما كَلّفهم ذلك من عناء ومن تلك المعجزات : «أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قام يصلي عند الكعبة ، وقد حلف أبو جهل لئن رآه يصلي ليدمغنّه ، فجاءه ومعه حجر ، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم قائم يصلي ، فجعل كلما
__________________
(٢٧) ـ المقرم ، السيد عبد الرزاق : مقتل الحسين / ٢٨٥.