العهد بولائك. ثم رأى أمير المؤمنين عليه السلام في المنام وهو يقول له : إنّك مِنّا ، وإنّه حديث عهد بأمرنا فمن اللازم رعايته) (٤٦٦).
سكن الحائر الحسيني ردحاً من الزمن ، وسكن الحِلّة إلى أن مات بها ، في حدود سنة (٧٥٠ هـ) ، ودفن بها وله هناك قبر معروف.
إذاً ، بعد كل ذلك ثبت لدينا أنّ القصة المذكورة لها مصدر ، وأنّ صاحبها له وجود في كتب التراجم ، فأين الخرافة والتحريف؟! وهل يخفى ذلك على هؤلاء العلماء المحققين؟!
الثاني ـ إنّ قوله : «وإذا كان غبار الحسين كافياً لا ينجي القاتل ، والمجرم من عذاب يوم الآخرة ، وينقذه من نار جهنم ، فما بالك بجزاء زوار الحسين أنفسهم!. حتماً سيكونون أرفع مقاماً من إبراهيم الخليل!».
والجواب على هذه الدعوى بما يلي :
أولاً ـ أنّ الخليعي منذ بداية شبابه أرسلته أمه لتفي بنذرها لقطع الطريق على زوار الحسين عليه السلام ، فلما وصل إلى المكان الذي يمرّ عليه الزوار ، نام ورأى الرؤيا ، فارتدع عن هذا العمل ـ وهي من الرؤيا المحذِّرة من الشيطان ، كما ذكرناها سابقاً في أقسام الرؤى ـ ولم تذكر القصة أنّه قتل المؤمنين.
ثانياً ـ إنّ زيارة الأئمة تعبيراً عن جليل مكانتهم ، وسيراً على منهجهم ، وتأكيداً على ولائهم ، وإحياءاً لذكرهم ، كما أنّ الزيارة في حقيتها وسيلة من وسائل التقرب إلى الله عَزّ وجَلّ ، فلا شك أنّ للزائرين جزيل الثواب كما ورد في الروايات ، فيقرب على ذلك أنّ التراب الذي يمشي
__________________
(٤٦٦) ـ المصدر السابق.