الأول ـ ما يخرج جنسه عن قدرة البشر ؛ كإختراع الأجسام ، وقلب الأعيان ، وإحياء الموتى ، فقليل هذا وكثيره معجز ؛ لخروج قليله عن القدرة كخروج كثيره.
الثاني ـ ما يدخل من جنسه في قدرة البشر ، لكن يخرج مقداره عن قدرة البشر ، كطي الأرض البعيدة في المدة القريبة ، فيكون معجزاً لخرق العادة. واختلف المتكلمون في المعجز منه ، فعند بعضهم أنّ ما خرج عن القدرة منه يكون هو المعجز خاصة ، لا إختصاصه بالمعجز. وعند آخرين منهم في جميعه يكون معجزاً ؛ لإتصاله بما لا يتميز منه.
الثالث ـ ظهور العلم بما خرج عن معلوم البشر ، كالأخبار بحوادث الغيوب فيكون معجزاً بشرطين :
أحدهما ـ أن يتكرر حتى يخرج عن حَدّ الإتفاق.
الثاني ـ أن يتجرد عن سبب يستدل به عليه.
الرابع ـ ما خرج نوعه عن مقدور البشر وإن دخل في جنسه في مقدور البشر ، كالقرآن في خروج إسلوبه عن أقسام الكلام فيكون معجزاً بخروج نوعه عن القدرة ، فصار جنساً خارجاً عن القدرة ، ويكون المعجز مع القدرة على آلته من الكلام ليبلغ في المعجز.
الخامس ـ ما يدخل في أفعال البشر ويفضي بخروجه عن مقدار البشر ، كالبرء الحادث من المرض ، والزرع الحادث عن البذر ، فإنّ برء المزمن لوقته ، وإستحصاد الزرع المتأكل قبل أوانه ، كأن يخرق العادة معجزاً لخروجه عن القدرة.