بالأجسام الّتي لا تنفك عنها ، وثانوية : وهي قوى الأجسام الّتي تحدث إحساسات مختلفة في الإنسان من خلال تلك الصفات الأَولية.
«لوك» شكّاك
كان المترقَّب من «لوك» ، باعتبار أنّه يُعَرّف الحسّ أساس الإدراك ، وأنّه المصدر الرئيسي للمعرفة ، أنْ يقيم للحسّ قيمة فلسفية قاطعة ، ويراه كاشفاً عن الواقعيات الموضوعية. إلّا أنّه وافق «ديكارت» في أنّ المعرفة الحسيّة لا قيمة لها فلسفياً ، وإن كانت معتبرة في مقاييس الحياة العملية. ولعلّه لأجل ذلك لم يؤمن موضوعياً بجميع خواص المادة المدركة بالحسّ ، وقسّمها كما عرفت إلى خواص حقيقية موضوعية ، كالشكل والامتداد ، وخواص ثانوية توجب انفعالاً ذاتياً ، كاللون والطعم.
فعند ذلك نسأل «لوك» : إذا كان الحسّ فاقداً للقيمة الفلسفية ، فمن أين علم بوجود الأشياء وخواصها؟ وكيف قسّمها إلى قسمين؟
ولأجل ذلك يصحّ لنا أن نعد «لوك» من أنصار الشك الحديث ، لكن تحت غطاء علمي ، وواجهة تحليلية فلسفية تقبلها طباع أبناء العصر.
ومع ذلك كلّه ، فقد آمن ببعض الإدراكات الّتي لا تنتهي إلى الحسّ ، وسمّاها ب «المعارف الوجدانية» ، وهي المعارف الّتي لا يحتاج العقل في سبيل الحصول عليها إلى ملاحظة شيء آخر ، كعلم الإنسان بنفسه ، وأنّ المثلث غير المربع.
* * *
ج ـ النظرية النسبيّة (١) أو النسبيون
إنّ أصحاب منهج اليقين يتفقون على أنّ قسماً عظيماً من إدراكات الإنسان
__________________
(١)MSIVITALER.