جميع المعارف البشرية ، وحطّت من منزلتها ، كما أنّها داست المعنويات والحوافز المقدسة الّتي تبعث الإنسان إلى فضائل الأخلاق ومكارمها.
العامل السادس : تأثير العناصر اللاشعورية في الإدراكات الشعورية
هذا العامل هو المبدأ الّذي اتّكأت عليه نظرية فرويد في التحليل النفسي ، الّتي مرّت عليك. حيث جعل جميع ما يصدر عن الإنسان من تصرفات وأفعال ، وأفكار وآراء شعورية ، تعبيراً لا شعورياً عن الشهوات الجامحة ، والغرائز الجنسية المختزنة في أعماق الشخصية الإنسانية.
والنتيجة الطبيعية لتبنّي هذا الاتّجاه من التفكير ، لن تكون إلّا إلغاء كل واقع وراء الشهوات والغرائز ، لا محالة. لأنّ المفروض أنّ الفكر والاستدلال والبرهنة كلّها أدوات طيّعة لتلك الميولات الحيوانية اللاشعورية لا أكثر ، وليست هي كشفاً للحقيقة الموضوعية.
فمآل القول بتأثير العناصر اللاشعورية في الإدراك الشعوري ، إلى نفي العلم ، والشك في الحقائق والتردد في ثبوتها ، إن لم نقل إنكارها.