العليا ، ومن جانب آخر تجرّ إلى الشكّ والمثالية الّتي تساوق إنكار الحقائق أو الشك فيها.
وما كل هذا الانحراف ، إلّا لأجل أنّ الغرب يفقد فلسفةً موضوعية محققة تستند إلى أُسس عقلية ثابتة.
* * *
هذا عرض إجمالي للمذاهب الّتي تبنّت منهج اليقين في مجال المعرفة ، إمّا واقعاً ، كما عرفت في مناهج الفلاسفة الذين عرضنا آراءهم ، والفلاسفة الإسلاميين ، أو ظاهراً مع تبنّي الشك واقعاً ، كما وقفت عليه في مدارس الفلاسفة الغربيين(١).
ونختم البحث في «قيمة المعرفة» بِسَبْر الدوافع الحقيقية الّتي كانت وراء جنوح الفلسفة الغربية إلى الشك ، وهو ما نستعرضه فيما يلي :
* * *
__________________
(١) وستقف عند البحث عن حدود المعرفة على مدارس غربية أُخرى ، هي : «المدرسة التجريبية» التي أسسها «بيكون» ، و «المدرسة الوضعية» الّتي أسسها «كونت» ، و «المدرسة البرجماتية» الّتي أسسها «جيمس» ، فترقّب.