وفسّر «كريتياس» (١) الاعتقاد الشعبي والإيمان بالآلهة ، بأنّه اختراع من جانب سياسيٍّ محترف للسيطرة على العوام عن طريق الخوف.
وهكذا ، فقد رأى السوفسطائيون أنّ من اللغو الحديث عن القوانين العادلة والخيّرة ، فما من قانون خيّر أو عادل في ذاته ، لأنّه لا يوجد شيء اسمه الخير أو العدالة. وكانوا ـ بالتالي ـ أول من روّج المذهب القائل : القوة هي الحق ، وإن لم يكونوا الأخيرين.
ولقد اتّضح لك ممّا ذكرناه ، أنَّ الاتجاه الكلي لهذه التعاليم السوفسطائية هو اتّجاه مدمّر ومعادٍ للجميع. إنّه مدمّر للدين ، والأخلاقيات ، وأُسس الدولة ، وكل المؤسسات القائمة.
كما بإمكانك أن تلاحظ الآن ، أنّ آراء السوفسطائيين متبلورة في الاتجاهات العملية لأبناء هذا العصر. فالناس في الممارسة ، والسوفسطائيون في النظرية ، يطئون تحت الأقدام قيود القانون ، والسلطة ، والعادة ، والدين ، ويتركون الساحة لتحديات الأفراد في إراداتهم الفجّة ، وأنانياتهم المتمادية (٢).
__________________
(١)saitirK.
(٢) بإمكانك أن تلاحظ ما نقلناه في «تاريخ الفلسفة اليونانية» ، وولترستيس : ٩٧ ـ ١١٢.