والواقعيات ولكنه شاكّ في صحة انطباق ما ندركه عليها ، غير مذعن بأنّ لهذه الصور إمكانية الكشف عمّا وراءها. وهاتان الطائفتان تقابلان المنهج الثالث الّذي عليه عقلاء البشر.
وبعبارة أُخرى : إنّ هاهنا مسألتين ، مسألة وجود واقعٍ موضوعي للإدراكات والإحساسات ، والأخرى مسألة مطابقة ما يبدو لنا في إدراكنا وحواسنا لذاك الواقع. فهناك من ينكر المسألة الأولى ، وهناك من يقبلها ولكنه يشك في مطابقة ما يبدو في إدراكنا وحواسنا لما هو الواقع.
فالمذاهب ـ إذن ـ في تقييم المعرفة ، ثلاثة :
الأوّل ـ منهج الإنكار.
الثاني ـ منهج الشك.
الثالث ـ منهج الجزم واليقين.
وفيما يأتي نبحث في هذه المناهج ، الواحدة تلو الأُخرى.