أقسام ستة :
الأول : من التكلم إلى الخطاب ، نحو قوله تعالى : (وَأُمِرْنا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعالَمِينَ وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلاةَ) [سورة الأنعام ، الآية : ٧١].
الثاني : الالتفات من التكلم إلى الغيبة ، نحو قوله تعالى : (إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ) [سورة الفتح ، الآية : ١].
الثالث : من الخطاب إلى التكلم ، كقوله تعالى : (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ) [سورة الأنعام ، الآية : ١١٤].
الرابع : من الخطاب إلى الغيبة ، نحو قوله تعالى : (حَتَّى إِذا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِها جاءَتْها رِيحٌ عاصِفٌ وَجاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنا مِنْ هذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ) [سورة يونس ، الآية : ٢٢].
الخامس : من الغيبة إلى الخطاب ، قال تعالى : (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) ـ إلى قوله تعالى ـ (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) [سورة الفاتحة ، الآية : ٤].
السادس : من الغيبة إلى التكلم ، قال تعالى : (وَاللهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً فَسُقْناهُ إِلى بَلَدٍ مَيِّتٍ) [سورة فاطر ، الآية : ٩].
وللالتفات فوائد كثيرة مستفادة من الجملة الواقع فيها تليق بذلك الكلام الخاص ، وتختلف باختلاف المقامات ، فمنها دفع ما يشتمل الكلام على سوء أدب بالنسبة إلى المخاطب بالالتفات إلى الغائب. ومنها توبيخ الحاضر لأنه أبلغ في الإهانة فيلتفت إلى الخطاب. ومنها الالتفات إلى الماضي لإظهار الاستمرار ، أو الالتفات إلى المستقبل للدلالة على الكثرة والتلبس بالفعل في كل وقت. ومنها الالتفات إلى المضارع في مورد الماضي لأنه أبلغ وآكد وأعظم وقعا. ومنها الالتفات إلى الماضي في مورد المضارع في الأمور الهائلة التي لم توجد أو الأمور العظيمة التي تحدث. ومنها إظهار التفخيم ، وتذكير السامع بما وقع الى غير ذلك من الفوائد.