سمع إبليس بأكل آدم عليهالسلام فرح وتسلّى ببعض ما فيه ، وقال : سوف أغويه (١).
وقال جعفر بن محمّد الصادق عليهماالسلام : «فلمّا نام آدم عليهالسلام ، خلق الله من ضلع جنبه الأيسر ما يلي الشّراسيف (٢) وهو ضلع أعوج ، فخلق منه حوّاء ، وإنّما سميت بذلك لأنها خلقت من حيّ ، وذلك قوله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْها زَوْجَها)(٣) فكانت حوّاء على خلق آدم عليهالسلام ، وعلى حسنه وجماله ، ولها سبعمائة ظفيرة مرصّعات بالياقوت واللؤلؤ والجواهر والدّر ، محشوّة بالمسك ، شكلاء (٤) دعجاء (٥) غنجاء (٦) ، غضّة (٧) ، بيضاء ، مخضوبة الكفّين ، تسمع لذوائبها خشخشة ، وهي نفيسة متوّجة ، وهي على صورة آدم عليهالسلام غير أنّها أرق منه جلدا ، وأصفى منه لونا ، وأحسن منه صوتا ، وأدعج منه عينا ، وأقنى منه أنفا ، وأصفى منه سنّا ، وأصغر منه سنّا ، وألطف منه نباتا ، وألين منه كفّا ، فلمّا خلقها الله تعالى ، أجلسها عند رأس آدم وقد رآها في نومه ، وقد تمكّن حبّها في قلبه ـ قال ـ فانتبه آدم عليهالسلام من نومته فقال : يا ربّ ، من هذه؟ فقال الله تعالى : هذه أمتي حوّاء. قال : يا
__________________
(١) تحفة الإخوان : ص ٦٥ «مخطوط».
(٢) الشّرسوف : الطرف اللّيّن من الضّلع مما يلي البطن ، جمعها شراسيف. «المعجم الوسيط ـ شرس ـ ج ١ ، ص ٤٧٨».
(٣) النساء : ١.
(٤) الشكلاء : مؤنث الأشكل ، وهو ما فيه حمرة وبياض مختلطان. «أقرب الموارد ـ شكل ـ ج ١ ، ص ٦٠٦ ـ ٦٠٧».
(٥) دعجت العين : اشتدّ سوادها وبياضها واتّسعت ، فهي دعجاء. «المعجم الوسيط» ـ دعج ـ ج ١ ، ص ٢٨٤».
(٦) غنجت المرأة : تدلّلت على زوجها بملاحة ، كأنها تخالفه وليس بها خلاف. «المعجم الوسيط ـ غنج ـ ج ٢ ، ص ٦٦٤».
(٧) الغضّ : الطريّ الحديث من كلّ شيء. «المعجم الوسيط ـ غضّ ـ ج ٢ ، ص ٦٥٤».