ربّ ، لمن خلقتها؟ قال : لمن أخذ بها الأمانة ، وأصدقها الشّكر. قال : يا ربّ ، أقبلها على هذا. فتزوّجها ـ قال ـ فزوّجه إيّاها قبل دخول الجنّة».
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام : «رأى هذا في المنام وهي تكلّمه ، وهي تقول له : أنا أمة الله وأنت عبد الله ، فاخطبني من ربّك».
وقال أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام : «طيّبوا النكاح ، فإنّ النساء عند الرجال لا يملكن لأنفسهن ضرّا ولا نفعا ، وإنّهنّ أمانة الله عندكم فلا تضارّوهنّ ولا تعضلوهن» (١).
وقال جعفر بن محمد الصادق عليهالسلام : «إنّ آدم عليهالسلام رأى حوّاء في المنام ، فلمّا انتبه ، قال : يا ربّ ، من هذه التي أنست بقربها؟ قال الله تعالى : هذه أمتي ، وأنت عبدي ، يا آدم ، ما خلقت خلقا هو أكرم عليّ منكما ، إذا أنتما عبدتماني وأطعتماني ، وقد خلقت لكما دارا ، وسمّيتها جنّتي فمن دخلها كان وليّي حقّا ، ومن لم يدخلها كان عدوّي حقا. فقال آدم عليهالسلام : ولك يا ربّ ، عدوّ وأنت ربّ السماوات؟ قال الله تعالى : يا آدم ، لو شئت أجعل الخلق كلّهم أوليائي لفعلت ولكني أفعل ما أشاء ، وأحكم ما أريد. قال آدم عليهالسلام : يا ربّ ، فهذه أمّتك حوّاء قد رقّ لها قلبي ، فلمن خلقتها؟ قال الله تعالى : خلقتها لك لتسكن الدنيا فلا تكن وحيدا في جنّتي قال : فأنكحنيها يا ربّ. قال : أنكحتكها بشرط أن تعلّمها مصالح ديني ، وتشكرني عليها ، فرضي آدم بذلك ، فاجتمعت الملائكة ، فأوحى الله تعالى إلى جبرئيل أن اخطب. فكان الولي ربّ العالمين ، والخطيب جبرئيل الأمين ، والشهود الملائكة المقرّبين ، والزوج آدم عليهالسلام أبا النبيّين ، فتزوّج آدم عليهالسلام بحوّاء على الطاعة والتقى والعمل الصالح ، فنثرت الملائكة عليهما من نثار الجنّة» (٢).
__________________
(١) تحفة الإخوان : ص ٦٦ «مخطوط».
(٢) تحفة الإخوان : ص ٦٧ «مخطوط».