تاجه ، واجتثّ أجنحته.
... قال : ثمّ أخرج عليهالسلام من الجنّة ، وأبرزه جبرئيل إلى السماوات ، وحجبت عنه حوّاء فلم يرها ونظرت الملائكة إلى آدم عليهالسلام وهو عريان ، ففزعت منه ، وجعلت تقول : إلهنا ، وهذا آدم بديع فطرتك ، أقله ولا تخذله. وآدم عليهالسلام قد وضع يده اليمنى على باب الجنّة ، واليسرى على سوأته ، ودموعه تجري على خدّيه ، فوقف آدم عليهالسلام ، وناداه الربّ جلّ وعلا : «يا آدم». قال : «لبّيك يا ربّي وسيّدي ومولاي وخالقي ، تراني ولا أراك ، وأنت علّام الغيوب». قال الله تعالى : «يا آدم ، قد سبق في علمي ، إذا تاب العاصي تبت عليه ، أتفضّل عليه برحمتي ، يا آدم ، ما أهون الخلق عليّ إذا عصوني ، وما أكرمهم عليّ إذا أطاعوني».
فقال آدم عليهالسلام : «بحقّ من هو الشّرف الأكبر ، إلا ما أقلت عثرتي ، وعفوت عني» فأتاه النداء «يا آدم ، من الذي سألتني بحقه؟
فقال آدم عليهالسلام : «إلهي وسيّدي ومولاي وربّي ، هذا صفيّك وحبيبك وخاصّتك وخالصتك ورسولك محمد بن عبد الله ، فلقد رأيت اسمه مكتوبا على العرش ، وفي اللوح المحفوظ ، وعلى صفح السماوات ، وعلى أبواب الجنان ، وقد علمت ـ يا ربّ ـ أنك لا تفعل به ذلك إلّا وهو أكرم الخليقة عندك».
قال ابن عباس : فنوديت حوّاء : «يا حوّاء» ، قالت : «لبيك لبيك ، يا سيّدي ومولاي وربّي ، لا إله إلّا أنت ، قد ذهبت زينتي ، وعظمت مصيبتي ، وحلّت شقوتي ، وبقيت عريانة لا يسترني شيء من جنّتك ، يا ربّ». فنوديت : «يا حوّاء ، من الذي صرف عنك هذه الخيرات التي كنت فيها ، والزينة التي كنت عليها؟».