الأخباريّين ووجوب اتّباعها.
الثاني : ما رواه الشيخ الجليل الحسن بن عليّ بن شعبة الحرّاني من علماء أصحابنا في كتاب تحف العقول عن آل الرسول صلىاللهعليهوآله عن مولانا عليّ بن محمّد الهادي في رسالة طويلة كتبها إلى أصحابه يقول فيها :
« من عليّ بن محمّد : سلام على من اتّبع الهدى ، فإنّه ورد عليّ كتابكم ، وفهمت ما ذكرتم من اختلافكم في دينكم » إلى أن قال : « واعلموا أنّا نظرنا في الآثار وكثرة ما جاءت به الأخبار ، فوجدناها عند جميع من ينتحل الإسلام لا تخلو من معنيين : إمّا حقّ فيتّبع ، وإمّا باطل فيجتنب » . وقد اجتمعت الامّة قاطبة على أنّ القرآن حقّ لا ريب فيه عند جميع أهل الفرق وفي حال اجتماعهم ، مقرّون بتصديق الكتاب وتحقيقه ، مصيبون مهتدون ، وذلك بقول رسول الله صلىاللهعليهوآله وآله : « لا تجتمع امّتي على الضلالة » .
فأخبر أنّ جميع ما اجتمعت عليه الامّة كلّها حقّ إذا لم يخالف بعضها بعضا ، والقرآن حقّ لا اختلاف لهم في تصديقه وتنزيله ، فإذا شهد القرآن بتصديق خبر وتحقيقه وأنكر الخبر طائفة من الامّة ، لزمهم الإقرار به ضرورة حيث اجتمعت في الأصل على تصديق الكتاب ، فإن هي جحدت وأنكرت لزمها الخروج عن الملّة.
فأوّل خبر يعرف تحقيقه من الكتاب وتصديقه خبر ورد عن رسول الله صلىاللهعليهوآله ووجد بموافقة الكتاب وتصديقه بحيث لا تخالفه أقاويلهم ، وذلك قوله : « إنّي مخلّف فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، لن تضلّوا ما إن تمسّكتم بهما » و « أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » .
ثمّ أورد أخبارا توافقه ، ثمّ قال : « فالخبر الأوّل الذي استنبط منه هذه الأخبار خبر صحيح مجمع عليه ، لا اختلاف فيه عندهم ، وهو أيضا موافق للكتاب » وذكر الحديث بطوله. (١)
__________________
(١) تحف العقول ، ص ٤٥٨ في رسالته عليهالسلام في الردّ على أهل الجبر والتفويض وإثبات العدل ؛ بحار الأنوار ، ج ٥ ، ص ٦٨ ، ح ١.