فأوّل ما في هذا الخبر أنّ راويه جميل وقد روى ضدّ ذلك وهو ما قدّمناه من قوله : ولا تقل : آمين ، بل قل : الحمد لله ربّ العالمين ، وإذا كان قد روى ما ينقض هذه الرواية ويوافق رواية غيره فيجب العمل عليه دون غيره ، ولو سلّم لجاز أن نحمله على ضرب من التقيّة ، لإجماع الطائفة (١) على ترك العمل به.
وأيضا فقد روى الحسين بن سعيد ، عن حمّاد بن عيسى ، عن معاوية بن وهب قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : قول آمين إذا قال الإمام : غير المغضوب عليهم ولا الضّالّين؟ قال : « هم اليهود والنصارى » ولم يُجب في هذا.
فعدوله عليهالسلام عن جواب ما سأله السائل دليل على كراهيّة هذه اللفظة ، وإن لم يتمكن من التصريح بكراهيّته للتقيّة والاضطرار فعدل عن جوابه جملة.
السند
في الأوّل : حسن على تقدير كون عبد الله بن المغيرة هو الثقة في النجاشي (٢) ، كما هو الظاهر من الإطلاق ، واحتماله لعبد الله بن المغيرة المذكور في رجال الرضا عليهالسلام من كتاب الشيخ مهملا (٣) بعيدٌ.
والثاني : فيه محمّد بن سنان.
والثالث والرابع : صحيحان على ما مضى القول في رجالهما (٤).
__________________
(١) في الاستبصار ١ : ٣١٩ : الطائفة المحقّة.
(٢) رجال النجاشي : ٢١٥ / ٥٦١.
(٣) رجال الشيخ : ٣٧٩
(٤) راجع ج ١ : ٧٠ ، ١٠٢ ، ٤٥٣ وج ٣ : ٤٦.