محمّد بن عيسى لا يروي عن ابن محبوب من أجل أنّ أصحابنا يتّهمون ابن محبوب في أبي حمزة الثمالي ، ثم تاب ورجع (١) ؛ وقد قدّمنا القول في هذا مفصلا (٢) ، والحاصل أنّ ذكر التوبة في ذلك تدفع التوقف لظهور الخطأ ، غاية الأمر أنّ في البين نوع كلام من حيث تاريخ أبي حمزة الثمالي والحسن بن محبوب على ما يستفاد من الرجال ، فإنّ المستفاد عدم الرواية عن أبي حمزة إلاّ من جهة الإجازة ، وإطلاق الرواية من دون لفظ « إجازة » ربّما لا يضر بالحال ؛ لأنّه أحد مذهبي أصحاب الدراية في إطلاق الرواية من دون لفظ « إجازة » ولعلّ التوبة من أحمد لظهور جواز ذلك عنده ، أو ظهور كونه عذرا بالنسبة إلى غيره ، والأمر ربّما كان غير عسر التوجيه.
أمّا ما وقع في الكشي (٣) من المخالفة لما في النجاشي ـ وإنّما الاتهام في ابن أبي حمزة (٤) ، ولعلّه البطائني لضعفه ـ فالظاهر أنّه من أغلاط نسخ الكشي الموجودة الآن ، لكن العجب من النجاشي أنّه لم يبيّن حقيقة الحال من جهة التاريخين كما نبّهنا عليه فيما سلف ، فليتأمّل فيه.
والرابع : فيه محمّد بن سنان وحسن الصيقل ، وقد مضيا (٥) مكرّرين بضعف الأوّل وجهالة الثاني على معنى أنّه مذكور في الرجال (٦) بما لا يزيد على الإهمال ؛ وظنّ بعض الأصحاب أنّه ابن العطّار الثقة ، لا نعلم وجهه.
والخامس : فيه محمّد بن عيسى ، عن يونس.
__________________
(١) رجال النجاشي : ٨٢ / ١٩٨ ، وهو في الكشي ٢ : ٧٩٩ / ٩٨٩.
(٢) في ج ٢ : ١٤٦.
(٣) في ترجمة الحسن بن محبوب ، رجال الكشي ٢ : ٨٥١ / ١٠٩٥.
(٤) في « فض » زيادة : الثمالي.
(٥) في ج ١ : ١٢١ ، ج ٤ : ٥٢٦.
(٦) انظر رجال الطوسي : ١٦٦ / ١٣.