فإذا فرغ الإمام من صلاته حوّل رداءه ، ثم استقبل القبلة ، وكبّر مائة رافعا بها صوته ، وسبح الله إلى يمينه كذلك ، وهلل عن يساره مثل ذلك ، واستقبل الناس ، وحمد الله مائة ، وهم يتابعون في كل ذلك ،
______________________________________________________
تعلم أني أعلم أنه لا يقدر على أن يجيء بالماء إلاّ أنت فجئنا به فأصبح النيل يتدفق » (١).
قال في المنتهى : فعلى هذه الرواية لو خرجوا جاز أن لا يمنعوا ، لأنهم يطلبون أرزاقهم من الله تعالى ، وقد ضمنها لهم في الدنيا فلا يمنعون من طلبها فلا تبعد إجابتهم ، وقول من قال : إنهم ربما ظنوا أن ما حصل من السقيا بدعائهم ضعيف ، لأنه لا يبعد أن يتفق نزول الغيث يوم خروجهم بانفرادهم فيكون أعظم لفتنتهم (٢).
قوله : ( فإذا فرغ الإمام من صلاته حوّل رداءه ، ثم استقبل القبلة ، وكبّر مائة رافعا بها صوته ، وسبح إلى يمينه كذلك ، وهلل عن يساره مثل ذلك ، واستقبل الناس ، وحمد الله مائة مرة ، وهم يتابعونه في كل ذلك ).
أما استحباب تحويل الرداء للإمام بأن يقلب ما على ميامنه إلى مياسره وما على مياسره إلى ميامنه فتدل عليه روايات كثيرة : منها حسنة هشام المتقدمة حيث قال فيها : « فإذا سلّم الإمام قلب ثوبه وجعل الجانب الذي على المنكب الأيمن على المنكب الأيسر ، والذي على الأيسر على الأيمن » (٣).
وأما استحباب الذكر على الوجه المذكور فعلله في المعتبر بأن القصد به إيفاء الجهات حق الاستغفار والتضرع والابتهال ، لأنه لا يعلم إدراك الرحمة من أي جهة (٤). ويدل عليه قول الصادق عليهالسلام لما علّم محمد بن خالد صلاة
__________________
(١) الفقيه ١ : ٣٣٤ ـ ١٥٠٢.
(٢) المنتهى ١ : ٣٥٥.
(٣) في ص ١٩٣.
(٤) المعتبر ٢ : ٣٦٥.