وأن يخرجوا معهم الشيوخ والأطفال والعجائز ، ولا يخرجوا ذميّا ، ويفرّقوا بين الأطفال وأمهاتهم.
______________________________________________________
المنتهى : وهو قول علمائنا أجمع وأكثر أهل العلم (١). وألحق به ابن الجنيد مسجد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم (٢).
وأما استحباب الحفاء والخروج على السكينة والوقار فلأن ذلك من أوصاف المتذلل الخاشع وهو مطلوب في هذا المقام.
قوله : ( وأن يخرجوا معهم الشيوخ والأطفال والعجائز ).
لأنهم أقرب إلى الرحمة وأسرع للإجابة ، ولقول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : « لو لا أطفال رضّع ، وشيوخ ركّع ، وبهائم رتّع لصب عليكم العذاب صبا » (٣) ويتأكد ذلك في أبناء الثمانين ، لقول صلىاللهعليهوآلهوسلم : « إذا بلغ الرجل ثمانين سنة غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر » (٤).
قوله : ( ويفرّقوا بين الأطفال وأمهاتهم ).
ليكثروا من البكاء والعجيج إلى الله تعالى. ويتحقق التفريق بينهم بأن يعطى الولد لغير أمه.
قوله : ( ولا يخرجوا ذميا ).
لأنهم أعداء الله فهم بعيدون من الإجابة ، قال الله تعالى ( وَما دُعاءُ الْكافِرِينَ إِلاّ فِي ضَلالٍ ) (٥).
وروى الصدوق ـ رحمهالله ـ مرسلا عن أبي عبد الله عليهالسلام : « إنه جاء أصحاب فرعون إليه فقالوا : غار ماء النيل وفيه هلاكنا فقال : انصرفوا اليوم فلما أن كان الليل توسط النيل ورفع يديه إلى السماء وقال : اللهم إنك
__________________
(١) المنتهى ١ : ٣٥٥.
(٢) نقله عنه في المختلف : ١٢٦.
(٣) سنن البيهقي ٣ : ٣٤٥.
(٤) الخصال : ٥٤٤ ـ ٢١ ، البحار ٧٠ : ٣٨٨ ـ ٤.
(٥) الرعد : ١٤.