فالأقدم هجرة ،
______________________________________________________
القوم أقرؤهم للقرآن ، فإن كانوا في القراءة سواء فأقدمهم هجرة ، فإن كانوا في الهجرة سواء فأكبرهم سنا ، فإن كانوا في السن سواء فليؤمهم أعلمهم بالسنة وأفقههم في الدين » (١).
وحكى العلامة في التذكرة عن بعض علمائنا قولا بتقديم الأفقه على الأقرأ (٢) ، لأن القراءة التي يحتاج إليها في الصلاة محصورة وهو يحفظها وما يحتاج إليه من الفقه غير محصور ، ولأن الأفقه أشرف وأعلم بأركان الصلاة وأحكامها فيكون أولى بالتقديم ، لقوله تعالى ( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ ) (٣) وقول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : « من أم قوما وفيهم من هو أعلم منه لم يزل أمرهم إلى سفال إلى يوم القيامة » (٤).
وتأولوا خبر أبي عبيدة بأن القراءة في زمن الصحابة كانت مستلزمة للفقه ، لأنهم كانوا إذا تعلّموا القرآن تعلّموا معه أحكامه.
ورده المصنف في المعتبر بأن اللفظ جار على إطلاقه ، ولأن ما ذكروه لو كان مرادا لما نقلهم بعد القراءة إلى الأعلم بالسنة (٥). وهو جيد لو صحت الرواية ، لكنها ضعيفة السند (٦) فالقول بترجيح الأفقه لا يخلو من قوة.
قوله : ( فالأقدم هجرة ).
يدل على ذلك قول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : « فإن كانوا في القراءة
__________________
(١) التهذيب ٣ : ٣١ ـ ١١٣ ، الوسائل ٥ : ٤١٩ أبواب صلاة الجماعة ب ٢٨ ح ١.
(٢) التذكرة ١ : ١٨٠.
(٣) الزمر : ٩.
(٤) الفقيه ١ : ٢٤٧ ـ ١١٠٢ ، التهذيب ٣ : ٥٦ ـ ١٩٤ ، علل الشرائع : ٣٢٦ ـ ٤ ، الوسائل ٥ : ٤١٥ أبواب صلاة الجماعة ب ٢٦ ح ١.
(٥) المعتبر ٢ : ٤٤٠.
(٦) لعل وجهه هو وقوع سهل بن زياد في سندها وهو ضعيف ـ راجع رجال النجاشي : ١٨٥ ـ ٤٩٠ ، والفهرست : ٨٠ ـ ٣٢٩.