.................................................................................................
______________________________________________________
شخص ، سواء وصلت إليه أم لا ، وليس تمنّي حصول مثله له بحسد مذموم بل غبطة محمودة. والظاهر ان الحسد بالمعنى الأوّل حرام ، للإجماع ، والأخبار في ذلك كثيرة.
مثل صحيحة محمّد بن مسلم ، قال : قال أبو جعفر عليه السلام : إن الرجل ليأتي بأيّ بادرة فيكفر ، وإنّ الحسد ليأكل الإيمان كما تأكل النار الحطب (١).
ومثلها رواية جرّاح المدائني ، عن أبي عبد الله عليه السلام (٢).
وفي الصحيح ، عن داود الرقّي ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام ، يقول : اتّقوا الله ولا يحسد بعضكم بعضا (٣). وفي الصحيح ، عن معاوية بن وهب ، قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : آفة الدين الحسد ، والعجب والفخر (٤).
وكأنه في الصحيح عن داود الرقّي ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : قال الله عزّ وجلّ لموسى بن عمران : يا بن عمران لا تحسدنّ الناس على ما آتيتهم من فضل ولا تمدّنّ عينيك إلى ذلك ولا تبتغه (لا تتّبعه ـ خ ل) نفسك ، فإن الحاسد ساخط لنعمي (لنعمتي ـ خ) ، صادّ لقسمي الذي قسمت بين عبادي ، ومن يك كذلك فلست منه وليس منّي (٥).
وفيه إشارة إلى معنى قوله تعالى «لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا» (٦) فافهم.
__________________
(١) الوسائل باب ٥٥ حديث ١ من أبواب جهاد النفس ، ج ١١ ص ٢٩٢.
(٢) الوسائل باب ٥٥ حديث ٢ من أبواب جهاد النفس ، ج ١١ ص ٢٩٢.
(٣) الوسائل باب ٥٥ حديث ٣ من أبواب جهاد النفس ، ج ١١ ص ٢٩٢.
(٤) الوسائل باب ٥٥ حديث ٥ من أبواب جهاد النفس ، ج ١١ ص ٢٩٣.
(٥) الوسائل باب ٥٥ حديث ٦ من أبواب جهاد النفس ، ج ١١ ص ٢٩٣.
(٦) الحجّ : ٨٨.