.................................................................................................
______________________________________________________
أيضا ، مثل أن يترك لأنه (١) لا يقال له (المرائي) فيحصل لهم العقاب ، أو يسره بسبب عمل الخير الذي فعله.
والظاهر أنه ليس كذلك إلّا أن يفعل.
وتدلّ عليه حسنة زرارة ـ في هذا الباب ـ عن أبي جعفر عليه السلام ، قال : سألته عن الرجل يعمل الشيء من الخير فيراه إنسان ، يسرّه ذلك ، قال : لا بأس ، ما من أحد إلّا ويحبّ أن يظهر له في الناس الخير إذا لم يكن صنع ذلك لذلك (٢).
ولكن ينبغي عدم الالتفات إلى مثل ذلك وطلب ذلك وإظهار العمل لذلك ، فإن ذلك أيضا رياء أو سمعة ، كما إذا قصد أوّلا ثم فعل لذلك.
ويدلّ عليه ، أنه مشترك في القبح مع الابتداء ، أو أنه سمعه مذمومة ، ومثل ذلك يبطل العمل ، كالمنّ والأذى للصدقة ، على ما يدلّ عليه القرآن العزيز (٣) والعجب (٤) كما يدلّ عليه بعض الأخبار (٥).
ويدلّ على ما قلناه أيضا ما روي في هذا الباب ، عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال : الإبقاء على العمل أشدّ من العمل ، قال : وما الإبقاء؟ قال : يصل إلى الرجل بصلة وينفق نفقة الله وحده لا شريك له ، يكتب له سرّا ، ثم يذكرها فيمحى ويكتب له علانية ، ثم يذكرها فيمحى ويكتب له رياء (٦).
والأخبار في مذمّته كثيرة ، ولا تحتاج إلى الذكر.
__________________
(١) والمناسب : أن يترك لئلّا يقال إلخ.
(٢) أصول الكافي باب الرياء ، ج ٢ حديث ١٨ ص ٢٩٧ ، طبع الآخوندي.
(٣) قال الله تعالى «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذى كَالَّذِي يُنْفِقُ مالَهُ رِئاءَ النّاسِ» إلى آخر الآية الشريفة ، البقرة : ٢٦٤.
(٤) عطف على قوله قدس سرّه : كالمنّ إلخ.
(٥) راجع الوسائل باب ٢٣ من أبواب مقدّمة العبادات ج ١ ص ٧٣.
(٦) الوسائل باب ١٤ حديث ٢ من أبواب مقدّمة العبادات ، ج ١ ص ٥٥.