.................................................................................................
______________________________________________________
وصحيحة عبد الله بن مسكان ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول :
إيّاكم وهؤلاء الرؤساء الذين يترأسون ، فو الله ما خفقت النعال خلف رجل إلّا هلك وأهلك (١).
وعنه عليه السلام : ملعون من ترأس ، ملعون من همّ بها ، ملعون من حدّث نفسه بها (٢).
والأخبار في ذلك كثيرة ، وفي ذلك كفاية لمن أراد التنبّه ، فتنبّه.
(ومنها) الرياء ، ويدلّ على تحريمه العقل والنقل من الكتاب والسنّة ، مثل قوله تعالى «فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ). (الَّذِينَ هُمْ يُراؤُنَ» (٣) ، والأخبار كثيرة (٤).
والمشهور بين العامّة والخاصّة أنه شرك خفي ، وفي الكشاف : انه شعبة من الكفر. وقال أيضا : إنما الرياء أن يقصد بالإظهار ـ أي إظهار الطاعة ـ أن تراه الأعين فتثني عليه بالصلاح.
وقال أيضا : إن اجتناب الرياء صعب إلّا على المرضيّين بالإخلاص ، ومن ثم قال رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم : الرياء أخفى من دبيب النملة السوداء في الليلة المظلمة على المسح الأسود (٥).
والظاهر أن الرياء أعمّ ممّا قاله ، فإن العمل الذي يعمل لله يعمله لغير الله لأي غرض كان وإن فسّر في بعض المواضع ، مثل عدّة الداعي (٦) بأعمّ من ذلك
__________________
(١) الوسائل باب ٥٠ حديث ٤ من أبواب جهاد النفس ، ج ١١ ص ٢٧٩.
(٢) الوسائل باب ٥٠ حديث ٦ من أبواب جهاد النفس ، ج ١١ ص ٢٨٠.
(٣) الماعون : ٤.
(٤) راجع الوسائل باب ١١ و ١٢ من أبواب مقدّمة العبادات ، ج ١ ص ٤٦ و ٤٧.
(٥) لم نجد هذا التعبير في الرياء. نعم قد ورد بعنوان الشرك ، فراجع كنز العمال ج ٣ ص ٨١٦ و ٨١٧ والمستدرك ج ١ طبع أول ص ١٢ فتتبع.
(٦) راجع عدّة الداعي للشيخ ابن فهد الحلي قدّس سرّه ، ص ٢٢١. طبع دار الكتب الإسلامية.