.................................................................................................
______________________________________________________
وفيه دفع مؤنة اشتراط العدالة ، والجرح والتعديل ، وإثبات العدالة بالمعاشرة الباطنة ، ونحو ذلك من المباحث على ما أشرنا إليه ، فتذكر.
وأنه (١) على القول بالملكة لا ينبغي في ذلك ، فإنه كيف تحصل للفاسق بمجرد التوبة.
وأنه قد اشترط في بعض الآيات (٢) والأخبار ، العمل الصالح ، والإصلاح وهنا خال عنه ، فكأنه مراده ، حذف للظهور ، وقد مرّ البحث عن ذلك.
وأنه يكفي على تقدير اعتباره ، فهم عمل صالح ولو كان ذكرا أو استمرارا على التوبة ولو ساعة ، وقد صرّح في الشرائع (٣).
وقد دلت على قبول شهادة التائب آية القذف (٤) وقد مرّ بعضها ، مثل ما في روايتي أبي الصباح الكناني عنه عليه السلام : إذا فعل ـ أي تاب ـ فإن على الإمام أن يقبل شهادته بعد ذلك (٥).
مثل ما في مرسلة عنه عليه السلام : تقبل شهادته ـ أي القاذف ـ بعد (الحدّ ـ ئل) إذا تاب؟ قال عليه السلام : نعم (٦).
__________________
(١) عطف على قوله قدّس سرّه : أنّه قد يعلم من كلام إلخ.
(٢) قال الله عزّ وجلّ «كَيْفَ يَهْدِي اللهُ قَوْماً كَفَرُوا بَعْدَ إِيمانِهِمْ» (إلى قوله تعالى) «إِلَّا الَّذِينَ تابُوا مِنْ بَعْدِ ذلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ» آل عمران : ٨٩. وقال عزّ من قائل «إِنَّ الْمُنافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً. إِلَّا الَّذِينَ تابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلّهِ فَأُولئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ). الآية» النساء : ١٤٦. والآيات الشريفة بهذا المضمون كثيرة جدا.
(٣) قال في الشرائع : المشهور بالفسق إذا تاب لتقبل شهادته ، الوجه أنها لا تقبل حتى يستبان استمراره على الصلاح ، وقال الشيخ : يجوز أن يقول : تب أقبل شهادتك (انتهى).
(٤) قال الله تعالى «وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ» (إلى قوله تعالى) «إِلَّا الَّذِينَ تابُوا مِنْ بَعْدِ ذلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ». النور : ٤.
(٥) راجع الوسائل باب ٣٦ حديث ١ و ٥ من كتاب الشهادات ، ج ١٨ ص ٢٨٢ ـ ٢٨٣.
(٦) الوسائل باب ٣٦ حديث ٤ من كتاب الشهادات ج ١٨ ص ٢٨٣.