قبل النذر في عباديتهما بعد النذر بإتيانهما عبادياً ومتقرباً بهما (١) منه تعالى ، فانه (٢) وان لم يتمكن من إتيانهما كذلك (٣) قبله ، إلّا أنه (٤) يتمكن
______________________________________________________
(١) هذا الضمير وضمائر «عليهما ، عباديتهما ، بإتيانهما» راجعة إلى الصوم في السفر والإحرام قبل الميقات.
(٢) أي : الناذر. وهذا إشارة إلى إشكال ، وهو : أن القدرة على إيجاد المنذور شرط في صحة النذر قطعاً ، وهذا الوجه الثالث ـ وهو الاكتفاء بالرجحان الناشئ من قبل النذر في صحة النذر ـ يستلزم عدم القدرة على المنذور ، وذلك لأنه قبل النذر لا رجحان ولا عبادية للصوم والإحرام ، فلا يتمكن من الإتيان بهما على وجه العبادة ، فلا يتعلق به النذر ، لأنه غير مقدور ، وعدم تعلقه به يكشف عن عدم كفاية الرجحان الناشئ من قبل النذر في صحته.
(٣) أي : على وجه العبادة ، وضمير «إتيانهما» راجع إلى الصوم والإحرام وضمير «قبله» راجع إلى النذر.
(٤) هذا الضمير والضمير المستتر في «يتمكن» راجعان إلى الناذر ، وضمير «منه» راجع إلى «إتيانهما» وضمير «بعده» إلى تعلق النذر. ثم ان قوله : «إلّا أنه» إشارة إلى دفع الإشكال المزبور ، وحاصله : أن القدرة المعتبرة في صحة النذر انما هي القدرة على المنذور في ظرف الوفاء بالنذر ، لا حين عقد النذر أو قبله ، فلو لم يقدر عليه حين النذر أو قبله ـ كما في المقام ، إذ المفروض عدم القدرة على الصوم في السفر ، والإحرام قبل الميقات ، لعدم كونهما راجحين ـ لم يقدح في تعلق النذر بهما ، فإذا تعلق بهما النذر حصل لهما الرجحان والعبادية فيصح الإتيان بهما على وجه العبادة ، فهذه القدرة الحاصلة لهما بعد تعلق النذر بهما الموجبة لرجحانهما وعباديتهما بعده كافية في صحة النذر.