والتفتيش عن حاله (١) مع حصوله (٢) بذلك لو كان ارتكازياً [مرتكزاً] وإلّا (٣) فمن أين يعلم بثبوته [ثبوته] كذلك كما هو واضح.
وان أبيت (٤) الا عن وضع الأدوات للخطاب الحقيقي ، فلا مناص
______________________________________________________
منزلة الصالح له ارتكازياً لزم اتضاحه ، والعلم به بعد التأمل والتفتيش عنه ، مع أنه ليس كذلك ، إذ الغفلة عن الأمور الارتكازية وان كانت بمكان من الإمكان ، إلّا أن التفتيش عنها والتوجه إليها يوجب العلم بها. وفي المقام لا نرى تنزيلا في مثل (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) الّذي أريد به الحاضرون والغائبون حتى بعد التدبر ، بل نرى استعمال النداء فيه على حد استعماله في خصوص الحاضرين في عدم التنزيل ورعاية العلاقة ، فعدم العلم بالتنزيل الارتكازي حتى بعد التفتيش يكشف عن عدمه ، وعدم توقف صحة إرادة العموم من الواقع تلو أدوات النداء على التنزيل ولحاظ العلاقة ، فصحتها كاشفة عن وضع أدوات النداء للخطاب الإيقاعي.
(١) ضمائر «به ، إليه ، حاله» راجعة إلى التنزيل.
(٢) أي : حصول العلم بالتنزيل بذلك ـ أي بسبب الالتفات والتفتيش ـ لو كان التنزيل ارتكازياً؟ فالباء في قوله : «بذلك» للسببية.
(٣) أي : وان لم يحصل العلم بالتنزيل بالالتفات والتفتيش ، فمن أين يعلم بثبوت التنزيل ارتكازياً ، فضمير «بثبوته» راجع إلى التنزيل ، وقوله : «كذلك» يعني ارتكازياً.
(٤) غرضه : أنه لو لم يلتزم الخصم بما قلناه من وضع أدوات الخطاب للخطاب الإنشائي حتى يصح إرادة العموم من تاليها للغائبين والمعدومين من دون عناية وعلاقة ، والتزم بوضع الأدوات للخطاب الحقيقي ، فلا محيص حينئذ عن اختصاص الخطابات بالمشافهين ، وعدم صحة شمولها للمعدومين الا بوجود قرينة على التعميم موجبة للمجازية.