يعينها بخطاب آخر ، وأخرى (١) بما يكون ظاهراً في الجد ، مع أنه لا يكون واقعاً بجد ، بل لمجرد الابتلاء والاختبار. كما أنه (٢) يؤمر وحياً أو إلهاماً بالأخبار بوقوع عذاب (٣) أو غيره (٤) مما لا يقع ، لأجل (٥) حكمة في هذا الاخبار (٦) أو ذاك الإظهار (٧) ، فبدا له تعالى [فبداؤه تعالى] بمعنى أنه يظهر ما أمر نبيه أو وليه بعدم إظهاره أولا ، ويبدي ما خفي ثانياً (٨) ، وانما نسب إليه تعالى البداء مع أنه في الحقيقة الإبداء ، لكمال شباهة إبداءه تعالى كذلك (٩) بالبداء في غيره. وفيما ذكرنا كفاية فيما
______________________________________________________
(١) يعني : وأخرى يوحي بحكم يكون ظاهراً في الجد مع عدم كونه واقعاً كذلك.
(٢) يعني : كما أن النبي أو الولي يؤمر وحياً أو إلهاما بالأخبار بأمر تكويني.
(٣) كالاخبار بوقوع العذاب على قوم يونس لمصلحة كانت في الاخبار به.
(٤) من هلاك شخص ـ كالعروس ـ بسبب خاص كالأفعى (١) مع عدم وقوعه في الخارج لوجود الصدقة. والحاصل : أن البداء في التشريعيات والتكوينيات بمعنى واحد وهو إظهار ما خفي أولا ، والبداء بهذا المعنى لا إشكال فيه أصلا.
(٥) متعلق بقوله : «يؤمر» وتعليل له.
(٦) أي : الاخبار بوقوع العذاب أو غيره.
(٧) أي : إظهار استمرار الحكم ، أو أصل إنشائه.
(٨) يعني : ما خفي أولا من عدم استمرار الحكم أو عدم الإرادة الجدية في التشريعيات ، أو عدم وقوع ما أخبر بثبوته أولا ، وقوله : «ثانياً» قيد لقوله : «ويبدي».
(٩) أي : إظهار ما أخفاه أولا لمصلحة اقتضت إخفاءه ، وإبراز خلافه.
__________________
(١) أمالي الشيخ الصدوق (قده) ص ٤٤٩ طبعة النجف الأشرف.