وقد بينه ، لا بصدد بيان أنه (١) تمامه كي أخل ببيانه (٢)
______________________________________________________
كالقرينة اللفظية الحافة بالكلام المانعة عن إرادة الإطلاق. نعم إذا كان بصدد بيان وصف التمامية للمتيقن ، وأنه موصوف بكونه تمام مراده من المطلق بحيث لا يكون شيء وراء هذا المتيقن مراداً له منه ، ومع ذلك أطلق الكلام وأمر بعتق رقبة مثلا ، ولم ينصب قرينة على اتصاف المتيقن بوصف كونه تمام المراد لَزِم من ذكر المطلق الإخلال بالغرض ، وهو إرادة المتيقن بما هو تمام المراد ، ضرورة أن التيقن الخطابي قاصر عن إثبات هذا الوصف للمتيقن بعد إمكان أن يكون المتيقن مراداً في ضمن سائر الافراد ، والمفروض أنه لم ينصب قرينة على ذلك فلا ينفي تيقن بعض الافراد مرادية سائر الافراد حتى يتصف المتيقن بكونه تمام المراد ، فتيقن الرقبة المؤمنة لا ينفي مطلوبية غيرها من أفراد الرقبة حتى يثبت لها وصف التمامية ، فحينئذ لا مانع من التمسك بالإطلاق لإثبات كون الموضوع نفس الطبيعة لا المقيدة.
(١) يعني : لا بصدد بيان أن المتيقن تمام المراد كي يلزم الإخلال ببيان مراده لما عرفت من أنه لو كان بصدد بيان وصف المتيقن بكونه تمام المراد ، وأطلق لزم الإخلال بغرضه ، وهو بيان وصف التمامية للمتيقن ، فلا بد من الأخذ بالإطلاق. فاتضح المراد من قوله : «بصدد بيان تمامه» ومن قوله : «لا بصدد بيان أنه تمامه» كما اتضح أيضا أن الصواب أن تكون العبارة هكذا : «كي يخل» أو «كي يكون أخل».
(٢) أي : بيان مراده ، وضمير «انه» راجع إلى المتيقن ، وضمير «تمامه» راجع إلى المراد.