[المتكثرة] ربما تنطبق (١) على الواحد ، وتصدق على الفارد الّذي لا كثرة فيه من جهة (٢) ، بل بسيط من جميع الجهات ليس فيه حيث غير حيث وجهة مغايرة لجهة (٣) أصلا كالواجب تبارك وتعالى ، فهو (٤) على بساطته ووحدته وأحديته (٥) تصدق عليه مفاهيم الصفات الجلالية والجمالية
______________________________________________________
(١) كما إذا لم يكن بين مبادئ تلك العناوين مضادة ، وربما لا ينطبق على واحد ، كما إذا كان بينها مضادة ، كالأسود والأبيض ، والعالم والجاهل ، فانها لا تنطبق على واحد ، لتضاد مباديها.
(٢) يعني : لا كثرة فيه من جهة من الجهات ، بل بسيط من كل جهة.
(٣) يعني : المغايرة من حيث الوجود ، وإلّا فلا إشكال في تغاير كل جهة لأخرى مفهوماً ، فان مفهوم العلم غير مفهوم القدرة ، وهكذا.
(٤) أي : الواجب تبارك وتعالى على بساطته وعدم تركبه تصدق عليه مفاهيم الصفات الجمالية ـ أي الثبوتية ـ والجلالية ـ أي السلبية ـ مع أن جميع تلك الصفات حاكية عن الذات البسيطة غاية البساطة ، إذ لا منشأ لانتزاع صفاته جل وعلا إلّا نفس ذاته المقدسة ، بخلاف صفاتنا ، فانها منتزعة عن ذواتنا باعتبار تلبسها بمبادئ تلك الصفات كالعلم والعدالة وغيرهما.
(٥) الظاهر أن المراد بهذه الألفاظ الثلاثة هنا واحد ، وهو نفي التركيب وان كان المتبادر في بادئ النّظر من الوحدة هو نفي الشريك عنه تعالى شأنه ، لكن المناسب للمقام لما كان نفي التركيب حتى لا يتوهم كون صدق كل عنوان باعتبار جزء من الاجزاء هو إرادة البساطة من الوحدة.