الشيخ عبد السلام : لكنا نرى أكثركم تحملون تربة كربلاء وتقدسونها ، وكثيراً ما نرى الشيعة يقبلونها ويتبركون بها ، فما معنى هذا؟ وهي ليست إلا تربة كسائر التراب؟
قلت : نعم نحن نسجد على تراب كربلاء ، ولكن هذا لا يعني الوجوب ، فلا يوجد فقيه واحد من فقهاء الشيعة في طول التاريخ أفتى بوجوب السجود على تراب كربلاء ، وإنّما أجمعوا على جواز السجود على تربا أي بلد كان ؛ إلا أنّ تراب كربلاء أفضل ؛ وذلك للروايات الواردة عن أئمة أهل البيت عليهم السلام بأنّ السجود على تراب كربلاء يخرق الحجب السبع ، يعني : يصل الى عرش الرحمن والصلاة تقع مقبولة عند الله سبحانه وتعالى.
وهذا تقدير معنوي لجهاد الإمام الحسين عليه السلام ؛ إذ أنّه أقدم على الشهادة في سبيل الله لأجل إحياء الصلاة وسائر العبادات ، فتقديس التربة التي أريق عليها دماء الصفوة من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وتقديس التربة التي تحتضن الأجساد المخضبة بدماء الشهادة والجهاد المقدس ، والتربة التي تضم أنصار دين الله وأنصار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وأهل بيته الأطهار ، تقديسها تقديس للدين وللنبي صلى الله عليه وآله وسلم ولكل المكارم والقيم ولكل المثل العليا التي جاء بها سيد المرسلين وخاتم النبيين محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، ولكن مع كل الأسف نرى بعض من ينتسبون إلى السنة ـ وهم أشبه بالخوارج والنواصب ـ يفترون على لاشيعة بأنهم يعبدون الإمام الحسين ، ويستدلون لإثبات فريتهم وباطلهم ، بسجود الشيعة على تراب قبر الحسين عليه السلام؟! مع العلم بأنّه لا يجوز عندنا عبادة الإمام الحسين عليه السلام ، ولا عبادة جَدّه المصطفى وأبيه المرتضى الذين هما أعظمرتبة وأكبر جهاداً من الحسين عليه السلام.