وأقول بكل وضوح : بأنّ عبادة غير الله سبحانه وتعالى كائناً من كان ، كفر وشرك. ونحن الشيعة لا نعبد إلا الله وحده لا شريك له ولا نسجد لغيره أبداً ، وكل من ينسب إلينا غير هذا فهو مفترٍ كذاب.
الشيخ عبد السلام : الدلائل التي نقلتموها في سبب تقديسكم لتراب كربلاء ، إنّما هي دلائل عقلية مستندة إلى واقعة تاريخية ، أو بالأحرى هي دلائل عاطفية ، ونحن بصدد الإستماع إلى أدلة نقلية ، فهل توجد روايات معتبرة تحكي تقديس النبي صلى الله عليه وآله وسلم واعتنائه بتراب كربلاء؟
قلت : أما في كتب علمائنا المحدثين ، ونقلة الأخبار والروايات ، فقد ورد الكثير عن أئمة أهل البيت عليهم السلام وعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في تقديس تربة كربلاء ، وإهتمامهم وإعتنائهم بها ، وهم قد رغّبوا شيعتهم بالسجود عليها ، وفضلوها على سائر التراب ، وكلامهم سند محكم لنا ودليل أتم للعمل بين الله عَزّ وجَلّ.
وأما الروايات المنقولة في كتبكم ؛ فكثيرة جداً ، منها : كتاب الخصائص الكبرى ، للعلامة جلال الدين السيوطي ، فقد ذكر روايات كثيرة عن طريق أبي نعيم الحافظ ، والبيهقي ، والحاكم وغيرهم ، وهم بالإسناد إلى أم المؤمنين ـ أم سلمة وعائشة ـ ، وأم الفضل زوجة العباس عمّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وابن عباس ، وأنس بن مالك ، وغيرهم ، ومن جملة تلك الروايات قول الراوي : رأيت الحسين في حجر جدّه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وفي يده تربة حمراء وهو يشمها ويبكي ، فقلت ما هذه التربة يا رسول الله؟ وممّ بكاؤك؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم : كان عندي جبرئيل فأخبرني أنّ ولدي الحسين يقتل بأرض العراق ، وجاءني بهذه التربة من مصرعه. ثم ناولها لأم سلمة (رض) وقال لها : إنظري إذا انقلبت دماً عبيطاً فاعلمي بأنّ ولدي الحسين قد قتل. فوضعتها أم سلمة في قارورة وهي