ثالثاً ـ إنّها طريق لتلقي التكاليف الكلية ، والنواميس الإلهية التي بها تنظيم أمور العباد ، مما يتعلق بالمعاش والمعاد ، وهو مختص بمن إصطفاهم الله تعالى للإنباء ، وجعلهم وسايط ما ينزله من السماء ، وهذا ما يستفاد من الرويات التالية :
١ ـ ما ورد في حديث الزنديق مع أمير المؤمنين عليه السلام : (وكلام الله ليس بنحو واحد ، منه : ما كَلّم الله به الرسل ، ومنه : ما قذف في قلوبهم ، ومنه : رؤيا يراها الرسل ، ومنه وحي وتنزيل يتلى ويقرأ ، فهو كلام الله عزّ وجلّ) (٢٨٥).
٢ ـ ما روي عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى : (وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا) (٢٨٦). أنّ النبي الذي يرى في منامه (٢٨٧). إلى غير ذلك من الروايات التي تؤكد على هذه الفائدة.
رابعاً ـ إنّها طريق إلى معرفة وجود عالم كبير واسع مشتمل على نظير جميع ما يوجد في هذا العالم.
خامساً ـ إنّها طريق إلى معرفة حال نفسه من السعادة والشقى ، ومقامه عند ربه في السخط والرضا ، وتصديق جزء الأعمال الحسنة والقبيحة ، ومن هذا قوله تعالى : (الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَىٰ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [يونس / ٦٣ ـ ٦٤]. والمشهور بين الإمامية وغيرهم الإتفاق على أنّ المقصود بالبشرى في الآية الرؤيا الصالحة ، يراها المؤمن في الدنيا ، ويؤيد ذلك الروايات التالية :
__________________
(٢٨٥) ـ الطبرسي ، احمد بن علي : الإحتجااج ، ج ١ / ٢٤٣.
(٢٨٦) ـ مريم / ٥١.
(٢٨٧) ـ الكليني ، الشيخ محمد بن يعقوب : الكافي ، ج ١ / ١٧٦.