١ ـ عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : أتى رجل من أهل البادية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال : يا رسول الله ، أخبرني عن قول الله (الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَىٰ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ)؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أما قوله (لَهُمُ الْبُشْرَىٰ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) ؛ فهي الرؤيا الحسنة تُرى للمؤمن فيبشر بها في دنياه. وأما قوله (وَفِي الْآخِرَةِ) فإنّها بشارة المؤمن عند الموت ، أنّ الله قد غفر لك ، ولمن يحملك إلى قبرك) (٢٨٨).
٢ ـ عن أبي الدرداء ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في قوله تعالى : (لَهُمُ الْبُشْرَىٰ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ) قال : (هي الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له ، فهي بشراه في الحياة الدنيا ، وبشراه في الآخرة الجنة) (٢٨٩).
سادساً ـ إنّه مثال للموت والإنتباه بعده ، ومثال للبعث والنشور ، ونستفيد هذا من قوله صلى الله عليه وآله وسلم : (يا بني عبد المطلب ، إنّ الرايد لا يكذب أهله ، الذي بعثني بالحق لتمتن كما تنامون ، ولتبعثون كما تستيقظون ، وما بعد الموت دار ، إلا جنة أو نار) (٢٩٠). وإلى هذا يشير قوله تعالى : (وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَىٰ أَجَلٌ مُّسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) [الأنعام / ٦].
سابعاً ـ الرؤيا سبب لتجلي الأسرار ؛ لأنّ في نفس كل إنسان أموراً مكتومة يخفيها عن الآخرين تظهر وتتجلى بصورة ما في المنام ، بحيث يتعجب عندما يسمع بها على لسان الآخرين ، لشدة خفائها في مكنون نفسه ، ومن هذا الباب ما يلي :
__________________
(٢٨٨) ـ المجلسي ، الشيخ محمد باقر : بحار الأنوار ، ج ٥٨ / ١٩١ ـ ١٩٢.
(٢٨٩) ـ السيوطي ، عبد الرحمن بن ابي بطر : الدر المنثور ، ج ٣ / ٣١١.
(٢٩٠) ـ النوري ، ميرزا حسين الطبرسي : دار السلام ، ج ١ / ٢٤.