والباطل في القضايا الشخصية والعلوم؟. ومثلها الحركات الاجتماعية ، فالآية تنطبق عليها مثل انطباقها على العقائد.
* * *
النظرية الثالثة : الحقيقة أمر نسبي لا مطلق
إنّ القائلين بنظرية النسبية في باب المعرفة ينكرون أن تكون الإدراكات البشرية ، إدراكات مطلقة ، ويصرّون على أنّ الحقيقة تختلف باختلاف الظروف المحيطة بالمدرك ، وقد شرحنا نظريتهم عند البحث عن قيمة المعرفة ، فلا نعيد.
وعلى ضوء هذا ، يقولون : إنّا نصف أحد الأخلّاء في فترة من فترات الرفاقة ، بالإخلاص ، ونَصِفُهُ في فترة أُخرى بالخيانة. وكلا القضاءين حقّ صحيح ، وما ذلك إلّا لأنّ الظرف الأوّل يوحي إلينا بالقضاء الأَوّل ، والظرف الثاني يوحي إلينا بالقضاء الثاني.
ونظرية بطليموس القائلة بأنّ الأرض مركز العالم ، حقّةٌ وصائبة ، لكن بالنسبة إلى تلك الأعصار ، وإن كانت باطلة بالنسبة إلى هذه الأعصار.
والرأي الّذي كان سائداً في عدد العناصر الأساسية الّتي تشكل الكون ، وأنّها أربعة لا غير وهي : التراب والماء والهواء والنار ، هو رأي صحيح ، ولكن بالنسبة إلى تلك الظروف الّتي لم تكن لتنتج سوى هذا الرأي. ولكن عند ما تبدّلت الظروف ، وخضعت الطبيعة للإنسان المجرّب ، تجاوز عددها المائة وأربعة عناصر ، ولعلّ الظروف الآتية تنتج غير ذلك. فالكل حقّ بالنسبة إلى الأزمنة والظروف الّتي تنتجه.
بل يصحّ أن نقول : إنّ الموحّد والملحد كلاهما على حق ، لأنّ الظروف المحيطة بالموحّد تجرّه إلى التوحيد ، والظروف المحيطة بالملحد تدفعه إلى الإلحاد.
إلى غير ذلك من الأمثلة ، وكل ذلك ينتج أنّ الحقيقة المطلقة أمر مرفوض ، وإنّما كل الأشياء تقع في إطار الحقيقة النسبية.
يلاحظ عليه : إنّ الأمور على قسمين : إضافي وحقيقي ، والنسبيون