الله بك وأنت ابن أختنا وتعروك نوائب وحقوق ومالك سعة ، فاستعن بهذا على ما ينوبك فنزلت الآية (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ ...) وردّه (١).
ثم قال في موضع آخر :
إنّ الأنصار قالوا : فعلنا وفعلنا ، كأنهم افتخروا فقال عبّاس أو ابن عباس لنا الفضل عليكم ، فبلغ ذلك رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فأتاهم في مجالسهم فقال : يا معشر الأنصار ، ألم تكونوا أذلة فأعزكم الله بي؟ قالوا بلى يا رسول الله ، قال : ألم تكونوا ضلالا فهداكم الله بي؟ قالوا : بلى يا رسول الله فما زال يقول حتى جثوا على الركب ، وقالوا : أموالنا وما في أيدينا لله ولرسوله ، فنزلت الآية (لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) وقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : من مات على حب آل محمّد مات شهيدا ، ألا ومن مات على حبّ آل محمّد مات مغفورا له ، ألا ومن مات على حبّ آل محمّد مات تائبا إلا ومن مات على حبّ آل محمد مات مؤمنا مستكمل الإيمان ألا ومن مات على حبّ آل محمّد بشّره ملك الموت بالجنة ، ثم منكر ونكير ، ألا ومن مات على حبّ آل محمّد يزفّ إلى الجنة كما تزفّ العروس إلى بيت زوجها ، ألا ومن مات على حبّ آل محمد فتح له في قبره بابان إلى الجنة ، ألا ومن مات على حبّ آل محمّد جعل الله قبره مزار ملائكة الرحمة ، ألا ومن مات على حبّ آل محمد مات على السنّة والجماعة ، ألا ومن مات على بغض آل محمّد جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه : آيس من رحمة الله ، ألا ومن مات على بغض آل محمد مات كافرا ، ألا ومن مات على بغض آل محمد لم يشم رائحة الجنة» (٢). انتهى.
وقال البيضاوي :
روي أنها لما نزلت ـ أي الآية ـ قيل يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت مودّتهم علينا؟ قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : علي وفاطمة وابناهما (٣).
ومثله رواه الزمخشري فلاحظ.
وقال فخر الدين الرازي :
__________________
(١) تفسير الكشّاف : ج ٤ ص ٢١٥ ط. دار الكتب العلمية.
(٢) تفسير الكشّاف للزمخشري : ج ٤ ص ٢١٣ ـ ٢١٤.
(٣) تفسير البيضاوي : ج ٢ ص ٣٦٢ دار الكتب العلمية ، وتفسير الكشاف : ج ٤ ص ٢١٣.