الرسالة فهو هذا الحديث أو أنه من أظهر مصاديقه ، كما أنك لا تستريب بعد ذلك كله أنّ أمير المؤمنين عليهالسلام بحكم هذا الحديث الصادر ميزان الإيمان ومقياس الهدى بعد رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم وهذه صفة مخصوصة به عليهالسلام وهي لا تبارحها الإمامة المطلقة ، فإنّ من المقطوع به أنّ أحدا من المؤمنين لم يتحلّ بهذه المكرمة ، فليس حبّ أي أحد منهم شارة إيمان ولا بغضه سمة نفاق ، وإنما هو نقص في الأخلاق وإعواز في الكمال ما لم تكن البغضاء لإيمانه ، وأما إطلاق القول بذلك مشفوعا بتخصيصه أمير المؤمنين فليس إلّا ميزة الإمامة ولذلك قال رسول الله : لولاك يا علي ما عرف المؤمنون بعدي (١) ، وقال : والله لا يبغضه أحد من أهل بيتي ولا من غيرهم من الناس إلّا وهو خارج من الإيمان» (٢).
وظاهر النصوص أن بغض آل محمّد موجب للخروج عن الإيمان لاستلزامه لإنكار الضرورة الإسلامية ، لأنّ وجوب حبهم من ضروريات الإسلام ، وخروج مبغضهم عن الإيمان حتى ولو لم يلتفت إلى كون حبهم من الضروريات وأنكره وذلك من جهة أنّ البغض المذكور ملازم لعدم المعرفة بالأئمة عليهمالسلام وقد مرّ في بحوث سابقة التصريح بأنّ عدم المعرفة بهم يوجب الموت على الجاهلية.
__________________
(١) مناقب ابن المغازلي : ص ٣٧ والرياض : ج ٢ ص ٢٠٢ وكنز العمال : ج ٦ ص ٤٠٢.
(٢) الغدير : ج ٣ ص ١٨٦ ـ ١٨٧.