أمرهم ساعيا فيما يقرّبه إلى الله عزوجل وإليهم ، نضّر الله وجهه وأقال عثرته».
وفي فصل آخر كما جاء في الغيبة للطوسي صفحة ٢١٩ : «أجزل الله لك الثواب وأحسن لك العزاء ، ورزيت ورزينا وأوحشك فراقه وأوحشنا ، فسرّه الله في منقلبه ، كان من كمال سعادته أن رزقه الله تعالى ولدا مثلك يخلفه من بعده ويقوم مقامه بأمره ويترحّم عليه ، وأقول الحمد لله فإنّ النفس طيّبة بمكانك وما جعله الله فيك وعندك ، أعانك الله وقوّاك وعضدك ووفقك وكان لك وليّا وحافظا وراعيا وكافيا».
وفي هذين النصّين دلالة قاطعة على علوّ مقامهما وجلالة قدرهما ، والملفت للانتباه وجود خصلة حميدة أهّلت الثقة العمري لنيل السّفارة والحظوة وهي التقرّب إليه تعالى في إحياء أمرهم عليهمالسلام الذي هو إحياء أمر الله تعالى فقد كان رضي الله تعالى عنه جادّا بارعا بعمله ، وتروي النصوص كيف أنّه كان يخفى النقود في جراب السمن حفاظا على الإخفاء والتكتم وتغطية على حاله ومسلكه ، والمعروف أنّه كان تاجرا يبيع السمن. فهنيئا للتجّار أمثال عثمان بن سعيد.
٢ ـ محمّد بن عثمان بن سعيد العمري : شيخ جليل القدر تولى السفارة بعد أبيه مدّة أربعين عاما كما أنّه خدم مولانا العسكري عليهالسلام ووردت بشأنه توثيقات فهو في الإخلاص والأمانة لا نظير له في زمانه ، وقد كان عالما له مصنفات فقهية سمعها من الإمام العسكري عليهالسلام وتميّز السفير الثاني في كونه أكثر السفراء توفيقا في تلقّي التعاليم من الإمام المهدي (عج) الشريف وأوسعهم تأثيرا في الوسط الذي عاش فيه ويرجع ذلك إلى طول المدّة التي قضاها في خدمة الإمام المهدي (عج) الشريف.
٣ ـ أبو القاسم حسين بن روح ابن أبي نوبخت : خدم السّفارة مدّة ٢١ عاما.
٤ ـ علي بن محمد السّمري : خدم السفارة ثلاث سنوات هذا مجمل الحديث عن هؤلاء المخلصين ، والحديث عنهم وتحليل سيرتهم فيها العظات والدروس نحن بحاجة ماسّة إليها في يومنا المعاصر حيث يجدر بنا التمسّك بما ورد في قصصهم إنّ في ذلك عبرة لأولي الألباب.
والاعتقاد بهؤلاء الأربعة من ضروريات الإماميّة ، وهنا يجدر بنا إقامة الدليل على سفارتهم ونيابتهم عن الإمام الحجة (عج) ، لأنّ المدّعي للسفارة عليه أن