وعن بريد العجلي عن أبي جعفر عليهالسلام في قول الله عزوجل : (إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ) فقال : رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم المنذر ولكل زمان منّا هاد يهديهم إلى ما جاء به نبي الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ثم الهداة من بعده عليّ ثم الأوصياء واحدا بعد واحد (١).
وعن أبي بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام قال :
المنذر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم والهادي أمير المؤمنين وبعده الأئمة عليهمالسلام وهو قوله : (وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ) في كل زمان هاد مبين ، وهو رد على من ينكر أن في كل أوان وزمان إماما ، وأنه لا تخلو الأرض من حجة كما قال أمير المؤمنين عليهالسلام : لا تخلو الأرض من قائم بحجة الله إما ظاهر مشهور وإما خائف مغمور لئلا تبطل حجج الله وبيناته (٢).
ومنها قوله تعالى : (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) (النساء / ٦٠).
فعن أبي بصير عن أبي جعفر عليهالسلام في قوله تعالى : (أَطِيعُوا اللهَ ...) قال : الأئمة من ولد علي وفاطمة عليهالسلام إلى أن تقوم الساعة (٣).
وعن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : لما أنزل الله عزوجل على نبيّه محمدصلىاللهعليهوآلهوسلم (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) قلت : يا رسول الله عرفنا الله ورسوله فمن أولو الأمر الذين قرن الله طاعتهم بطاعتك؟ فقالصلىاللهعليهوآلهوسلم : هم خلفائي يا جابر وأئمة المسلمين من بعدي ، أولهم علي بن أبي طالب ثم الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي المعروف في التوراة بالباقر وستدركه يا جابر فإذا لقيته فاقرأه مني السلام ، ثم الصادق جعفر بن محمد ثم موسى بن جعفر ثم علي بن موسى ثم محمد بن علي ثم علي بن محمد ثم الحسن بن علي ثم سميي وكنيّي حجة الله في أرضه وبقيته في عباده ابن الحسن بن علي ، ذاك الذي يفتح الله تعالى ذكره على يديه مشارق الأرض ومغاربها ، ذاك الذي يغيب عن شيعته وأوليائه غيبة لا يثبت فيها على القول بإمامته إلّا من امتحن الله قلبه للإيمان ، قال جابر : فقلت له : يا رسول الله فهل ينتفع الشيعة به في
__________________
(١) نفس المصدر.
(٢) نفس المصدر : ص ٤٨٤.
(٣) نفس المصدر : ج ١ ص ٤٩٩.