من ولد الحسين عليهمالسلام صفوة الله بعد نبيّه وحجّته على خلقه وأمينا على دينه ، فلم تمكّن من قتلهم وظلمهم وأسلمهم وخذلهم ، ولا ينصرهم على أعدائهم ، حتى قتلوا بأنواع القتل؟ وظلموا بأفانين الظلم؟
قيل له : هذا سؤال الملحدة في نفي الربوبية وقبح العبادة ، وسؤال البراهمة في نفي النبوّة وإبطال الرسالة.
أمّا الملحدة فتقول : لو كان للعالم خالق خلقه ، ومحدث أحدثه وابتدعه ، لم يمكّن من جحده ومن عصاه ممّن أطاعه ولمنعهم من قتلهم ولنصرهم ولم يسلمهم ، فإذا رأينا من يستمسك بطاعته والاقرار بربوبيته ، مخذولا ولا غير منظور ، وذليلا غير عزيز ، ومظلوما مستظاما ، ومقتولا مستهانا ، علمنا أنّه لا خالق لهم يمنع منهم ، ولا محدث يدفع عنهم.
وأمّا البراهمة فتقول مثل ذلك في الأنبياء عليهمالسلام.
قيل : وما بالهم من أمرهم وجد بهم من أعدائهم حرفا بحرف ، ومن كان ملحدا أو برهميا فلا يسأل عن الأئمة وخلفاء الأنبياء ، فالرسل دون الأنبياء والرسل وسائر المؤمنين ؛ لأنّ الكل عنده فيما يلحقهم وينزل بهم سواء.
فإن زعم هذا السائل أن يكون ملحدا أو برهميا فلا يسأل الشيعة دون غيرهم من المقرّين بالربوبية المثبتين للنبوّة والرسالة ، ولا يخصّ الأئمة دون الأنبياء والرسل والمؤمنين لم يلزمه جواب الشيعة دون غيرهم ، ممّن أقرّ بالربوبية وأثبت النبوّة والرسالة ، ولم يكن لتخصيصه السؤال على الأئمة وجه ولا فائدة.
وإن تبرأ من الملحدة وانتفى من البراهمة وأقرّ بالربوبية وصدق بالنبوّة والرسالة ، قيل له : فخبّرنا عن أنبيائه ورسله وأتباعهم من المؤمنين ، لمّا مكّن الله تعالى من قتلهم وظلمهم ، ولمّا خذلهم ، ولم ينصرهم حتى قتلوا وظلموا.
فإن أجاب إلى الاقرار بذلك والتصريح بأنّ الله تعالى مكّن أعداءه من الكفّار والمشركين من قتل أنبيائه ورسله وأهاليهم ، ولم ينصرهم بل نصر