سورة القصص
بسم الله الرّحمن الرّحيم
ـ (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ ...) [القصص : ٤].
أنظر البقرة : ٢٥٥ من الذخيرة : ٥٨١.
ـ (فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً ...) [القصص : ٨].
أنظر يونس : ٨٨ من التنزيه : ١٠٦.
ـ (وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِها فَوَجَدَ فِيها رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ هذا مِنْ شِيعَتِهِ وَهذا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسى فَقَضى عَلَيْهِ قالَ هذا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ (١٥) قالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (١٦)) [قصص : ١٥ ، ١٦].
فإن قيل : فما الوجه في قتل موسى عليهالسلام للقبطيّ وليس يخلو من أن يكون مستحّقا للقتل أو غير مستحقّ ، فإن كان مستحقا فلا معنى لندمه عليهالسلام ، وقوله : (هذا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ) (١) وقوله : (قالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي) (٢) ، وإن كان غير مستحقّ فهو عاص في قتله ، وما بنا حاجة إلى أن نقول : إنّ القتل لا يكون صغيرة لأنّكم تنفون الصغير والكبير من المعاصي عنهم عليهمالسلام.
الجواب : قلنا : ممّا يجاب به عن هذا السؤال إنّ موسى عليهالسلام لم يعتمد القتل ولا أراده ، وإنّما اجتاز فاستغاث به رجل من شيعته على رجل من عدوّه بغى عليه وظلمه وقصد إلى قتله ، فأراد موسى عليهالسلام أن يخلّصه من يده ويدفع عنه مكروهه ، فأدّى ذلك إلى القتل من غير قصد إليه ، فكلّ ألم يقع على سبيل
__________________
(١) سورة القصص ، الآية : ١٥.
(٢) سورة القصص ، الآية : ١٦.