سورة ابراهيم
بسم الله الرّحمن الرّحيم
ـ (وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ) [إبراهيم : ٤].
أنظر البقرة : ٨ من الذخيرة : ٥٣٦.
ـ (أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَؤُا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللهُ جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْواهِهِمْ) [إبراهيم : ٩].
[إن سأل سائل] فقال : أيّ معنى لردّ الأيدي في الأفواه؟ وأيّ مدخل لذلك في التكذيب بالرسل عليهمالسلام؟
الجواب : قلنا في ذلك وجوه :
أوّلها : أن يكون إخبارا عن القوم بأنّهم ردّوا أيديهم في أفواههم ، عاضّين عليها غيظا وحنقا على الأنبياء ، كما يفعل المتوعّد لغيره ، المبالغ في معاندته ومكايدته ؛ وهذه عادة معروفة في المغيظ المحنق أنّه يعضّ على أصابعه ، ويفرك أنامله ، ويضرب بإحدى يديه على الأخرى ؛ وما شاكل ذلك من الأفعال.
وثانيها : أن تكون الهاء في الأيدي للكفّار المكذّبين ، والهاء التي في الأفواه للرسل عليهمالسلام ؛ فكأنّهم لمّا سمعوا وعظ الرسل ودعاءهم وإنذارهم أشارو بأيديهم إلى أفواه الرسل ، مانعين لهم عن الكلام كما يفعل المسكّت منّا لصاحبه ، الرّادّ لقوله.
وثالثها : أن تكون الهاء في الأيدي والتي في الأفواه معا للرسل ؛ والمعنى أنّهم كانوا يأخذون أيدي الرسل فيضعونها على أفواههم ليسكتوهم ، ويقطعوا كلامهم.