المؤمنين عليهالسلام وكان أرمد ، فتفل في عينه فزال ما كان يتشكّاه وأعطاه الراية ، فمضى متوجّها وكان الفتح على يديه ، فيجب أن يكون هو المخصوص بحكم الآية ومن كان معه في ذلك الفتح من أهل البيعة تحت الشجرة لتكامل الشرائط فيهم. ويجب أن يخرج عنها من لم يجتمع له الشرائط ، وليس لأحد أن يقول : إن الفتح كان لجميع المسلمين ، وإن تولاه بعضهم. وجرى على يديه فيجب أن يكون جميع أهل بيعة الرضوان ممّن رزق الفتح وأثيب به ، وهذا يقتضي شمول الرضا للجميع ، وذلك لأن هذا عدول عن الظاهر ؛ لأن من تولّي الشيء بنفسه هو الذي يضاف إليه على سبيل الحقيقة ، ويقال إنه أثيب به ، ورزق إيّاه ، وإن جاز أن يوصف بذلك غيره ممن يلحقه حكمه على سبيل التجوّز ، لجاز أن يوصف من كان بخراسان من المسلمين بأنّه هازم جنود الروم ، ووالج حصونهم ، وإن وصفنا بذلك من يتولّاه ويجري على يديه (١).
ـ (إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ ...) [الفتح : ٢٦]
أنظر البقرة : ٢٦ ، ٢٧ من الرسائل ، ٢ : ١٧٧ إلى ٢٤٧ والتوبة : ٤٠ من الشافي ، ٤ : ٢٥.
ـ (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللهِ وَرِضْواناً سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) [الفتح : ٢٩].
أنظر ص : ٣٤ من التنزيه : ١٣٦ والنور : ٥٥ من الشافي ، ٣٦ : ٤ و ٤٥.
__________________
(١) الشافي في الإمامة وإبطال حجج العامة ، ٤ : ١٧.