سورة فاطر
بسم الله الرّحمن الرّحيم
ـ (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ) [فاطر : ١٠].
معناه أنّه يتقبّله ويجازي عليه ، كما يقول أحدنا : تابع به فلانا ، واصل إليّ ولاحق بي ، وما أشبه ذلك ، ومعنى ذكر الصعود ارتفاع قدره ومنزلته عنده (١).
ـ (إِنْ أَنْتَ إِلَّا نَذِيرٌ) [فاطر : ٢٣]
أنظر يونس : ٩٤ من الأمالي ، ٢ : ٣١٧.
ـ (لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ) [فاطر : ٣٠]
أنظر البقرة : ٢١٢ من الأمالي ، ١ : ٣٧٦.
ـ (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ) [فاطر : ٣٢].
[فيها أمور :
الأوّل : إن سأل سائل] فقال : أيّ معنى لقوله تعالى : (أَوْرَثْنَا)؟ وما الكتاب المشار إليه؟ وإذا كان الاصطفاء هو الاختيار والاجتباء ـ وذلك لا يليق إلّا بمن هو معصوم مأمون منه القبيح كالأنبياء والأئمّة عليهمالسلام ـ فكيف قال بعد ذلك : (فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ) ، وهنا وصف لا يليق بمن ذكرناه؟.
الجواب : إن الذي يجب اعتماده في تأويل هذه الآية أنّ قوله تعالى : (فَمِنْهُمْ) ترجع الكناية فيه إلى العباد ؛ لا إلى الذين اصطفوا ؛ وهو أقرب إليه في الذكر ، فكأنّه تعالى قال : ومن عبادنا ظالم لنفسه ومقتصد وسابق بالخيرات.
__________________
(١) الملخص ، ٢ : ٢١٢.