وقولنا : «مجاب الدعوة» يقتضي تكرّر إجابة دعائه ، وأن المفعول عند دعائه على سبيل الكرامة له والرفع من منزلته.
ومتى سأل أحدنا ربّه تعالى أمرا فلم يفعله لا يجب القطع على أنه ما أجيبت دعوته ؛ لأنه إذا سأل بشرط أن لا يكون فيه مفسدة فغير ممتنع أن يكون إنّما لم يفعل ما طلبه ؛ لأنه مفسدة ، وإنّما يكون ممنوعا إذا لم يفعل ما طلبه من غير حصول الشرط الّذي شرطه.
وهذه جملة كافية (١).
ـ (ذلِكُمْ بِما كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِما كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ) [غافر : ٧٥]
أنظر الكافرون من الأمالي ، ١ : ١٣٨.
ـ (فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا قالُوا آمَنَّا بِاللهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنا بِما كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ (٨٤) فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا) [غافر : ٨٤ ـ ٨٥]
أنظر البقرة : ٢٦ ، ٢٧ من الرسائل ، ٢ : ١٧٧ إلى ٢٤٧.
__________________
(١) الذخيرة : ٦٠٤.