وقال عزوجل في قصة ثمود : (فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ) (١) فسمّى الصاعقة المذكورة في سورة «حم» رجفة ، ومعلوم أنّ الريح غير الصاعقة ، والصاعقة غير الرجفة.
الجواب :
أنّه غير ممتنع أن ينضمّ إلى الريح صاعقة في إهلاك قوم عاد ، فيسوغ أن يخبر في موضع أنّه أهلكهم بالريح ، وفي آخر أنّه أهلكهم بالصاعقة.
وقد يجوز أن يكون الريح نفسها هي الصاعقة ؛ لأنّ كلّ شىء صفق (٢) الناس منه فهو صاعقة.
وكذلك القول في الصاعقة والرجفة أنّه غير ممتنع أن يقترن بالصاعقة الرجفة ، فيخبر في موضع بأنّهم أهلكوا بالصاعقة وفي آخر بالرجفة.
وقد يمكن أن تكون الرجفة هي الصاعقة ؛ لأنّهم صعقوا عندها (٣).
ـ (وَالسَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) [الذاريات : ٤٧].
أنظر المائدة : ٥٥ من الشافي ، ٢ : ٢١٧.
ـ (وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) [الذاريات : ٥٦].
أنظر هود : ١١٨ ، ١١٩ من الأمالي ١ : ٩٤.
__________________
(١) سورة الأعراف ، الآيتان : ٧٨ و ٩١.
(٢) كذا والظاهر : صعق.
(٣) الرسائل ، ٣ : ٩٣.