موقعه ، لأنّه قال لهم : الروح الذي هو القرآن من أمر ربّي ، وممّا أنزله على نبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم ؛ ليجعله دلالة له وعلما على صدقه ، وليس من فعل المخلوقين ، ولا ممّن يدخل في إمكانهم ؛ وهذا جواب الحسن البصريّ.
ويقويه قوله تعالى بعد هذه الآية : (وَلَئِنْ شِئْنا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنا وَكِيلاً) (١). فكأنّه قال تعالى : إنّ القرآن من أمري وفعلي وممّا أنزلته علما على نبوّة رسولي ، ولو شئت لرفعته وأزلته وتصرّفت فيه ، كما يتصرّف الفاعل فيما يفعله (٢).
ـ (وَقالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً (٩٠) أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهارَ خِلالَها تَفْجِيراً (٩١) أَوْ تُسْقِطَ السَّماءَ كَما زَعَمْتَ عَلَيْنا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بِاللهِ وَالْمَلائِكَةِ قَبِيلاً (٩٢)) [الإسراء : ٩٠ ـ ٩٢]
أنظر البقرة : ٢٣ من الذخيرة : ٣٦٤.
ـ (قُلْ سُبْحانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَراً رَسُولاً) [الإسراء : ٩٣]
أنظر مريم : ٢٨ ، ٢٩ من الأمالي ، ٢ : ١٧٠.
ـ (وَما مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جاءَهُمُ الْهُدى) [الإسراء : ٩٤].
أنظر البقرة : ٢٦ ، ٢٧ من الرسائل ، ٢ : ١٧٧ إلى ٢٤٧.
ـ (قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى) [الإسراء : ١١٠].
[فيها أمران :
الأول :] سأل بعض الإخوان وقد خطر بباله عند قراءة شيء من أخبار الأئمة وأدعية السادة عليهمالسلام من ذكر اسم الله تعالى الأعظم ، وما خصّ به من الفضيلة دون سائر أسماء الله تعالى ، وما أعطي من دعا به من سرعة الإجابة ؛ مثل آصف بن برخيا وصيّ سليمان عليهالسلام ومجيئه بعرش بلقيس من سبأ اليمن إلى بيت المقدس في أقلّ من طرفة العين ؛ وما نقله الأنبياء والأئمه والصالحون من
__________________
(١) سورة الإسراء ، الآية : ٨٦.
(٢) الأمالي ، ١ : ٣٩.