والرسول هو المبعوث من قبل الله تعالى لهداية الإنسان وتكميله ، والفرق بينه وبين النبي من جهات :
الأولى : إنّ كل رسول نبي وليس كل نبي رسولا فيكون بينهما العموم المطلق ، لأن النبي يصح ان يكون نبيا في نفسه لنفسه من دون ان يؤمر بإبلاغ الشريعة إلى النّاس ، فإذا أمر بذلك يصير رسولا حينئذ ـ سواء كانت شريعته مبتداة أم ناسخة ، وفي الحديث : «ان لله تعالى أنبياء مستخفين (مستورين) وأنبياء مستعلنين».
والنبي أعم من أن تكون له شريعة كمحمد (صلىاللهعليهوآله) وعيسى ، وموسى (عليهماالسلام) ، أو لم تكن له شريعة ، كيحيى وذي الكفل ولوط (عليهمالسلام) وغيرهم ممن هو كثير خصوصا في بني إسرائيل الذين كانوا يبلّغون شريعة موسى (عليهالسلام) ، كعلماء أمة محمد (صلىاللهعليهوآله) الذين يبلغون شريعة خاتم الأنبياء.
الثانية : في مبدأ إفاضاتهم من ربهم ، فان الرسول يفاض عليه من الله تعالى بغير واسطة بشر ويرى الملك والنبي يفاض عليه بالواسطة منه تعالى ، ولا يرى الملك ؛ وفي الحديث عن الصادق (عليهالسلام) : «الأنبياء والمرسلون على أربع طبقات : فنبي منبّئا في نفسه لا يعدو غيرها ، ونبي يرى في النوم ويسمع الصوت ولا يعاينه في اليقظة ولم يبعث إلى أحد ، وعليه إمام مثل ما كان ابراهيم (عليهالسلام) على لوط. ونبي يرى في النوم ويسمع الصوت ويعاين الملك ، وقد أرسل إلى طائفة ـ قلوا أو أكثروا ـ كيونس ، قال تعالى : (وَأَرْسَلْناهُ إِلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ) قال : يزيدون ثلاثين ألفا ، وعليه امام ، والذي يرى في نومه ويسمع الصوت ويعاين في اليقظة ، وهو امام مثل اولي العزم ، وقد كان إبراهيم نبيا وليس بإمام ، حتّى قال تعالى : (إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً قالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) من عبد صنما أو وثنا لا يكون اماما».
الثالثة : إنّ الرسول قد يكون من الملائكة بخلاف النبي.
ولا ريب في اختلافهم في الفضل ، قال تعالى : (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا