منه القرب المكاني.
وفي الكافي عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله (عليهالسلام) قال : «إنّ الله عزوجل يقول : من شغل بذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي من سألني».
أقول : إن شغل النفس بذكره تعالى عن بيان الحاجة يكون على قسمين :
الأول : ما إذا كان لسان حاله أنّ علمك بحالي يغني عن مقالي.
الثاني : ما إذا نسي ذلك كله وتوجه اليه تعالى من كل جهة ، وفي القسمين يحصل التوجه التام بالنسبة اليه فيغفل عن شؤونه.
وفي المعاني عن الحسين البزاز قال : «قال لي أبو عبد الله (عليهالسلام) : ألا أحدثك بأشد ما فرض الله على خلقه؟ قلت بلى قال : إنصاف النّاس من نفسك ؛ ومواساتك لأخيك ، وذكر الله في كل موطن ، أما أني لا أقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر ، وإن كان هذا من ذاك ، ولكن ذكر الله في كل موطن إذا هجمت على طاعة أو معصية».
أقول : المراد بهذا الذكر ـ ما تقدم في أقسام الذكر ـ هو الذكر العملي الخارجي عند إرادة الطاعة أو إرادة المعصية بحيث يكون الذكر اللفظي كاشفا عنه.
في الكافي عن بشير الدهان عن أبي عبد الله (عليهالسلام) قال : «قال الله عزوجل يا ابن آدم أذكرني في ملإ أذكرك في ملإ خير من ملإك».
أقول : تقدم في ضمن الآية المباركة ما يرتبط بهذا الحديث.
وفي المحاسن عن أبي عبد الله (عليهالسلام) قال : «قال الله عزوجل : ابن آدم اذكرني في نفسك أذكرك في نفسي ، ابن آدم اذكرني في خلإ أذكرك في خلإ ، ابن آدم اذكرني في ملإ أذكرك في ملإ خير من ملإك. وقال : ما من