السورة أهمها امور :
الأول : أنّ الواحد هو المتفرد بالذات ، والأحد أعم منه.
الثاني : أنّ الواحد يطلق على ذوي العقول وغيرهم ، والأحد لا يطلق إلّا على الأول ، وقد يطلق على غيره.
الثالث : أنّ الواحد يدخل في الضرب في العدد دون الأحد كما مر.
وإنّما اطلق سبحانه لفظ الواحد ليفيد العموم فيشمل الوحدة في الذات فلا جزء له ، والوحدة في الألوهية والعبادة فلا شريك له ، والوحدة في الصفات ، والوحدة في الأفعال فينتفي بذلك أنواع الشرك فهو واحد من جميع الجهات ليس كمثله شيء.
وكرر لفظ الإله لإفادة أن استحقاق العبادة والمعبودية إنما هو الوحدة في الألوهية فهو متقوم بها ، فلو قال تعالى : «وإلهكم واحد» لما أفاد هذا المعنى.
ثم إنّ الألوهية إما أن تكون واقعية حقيقية ، وأما أن تكون اعتقادية ، وما هو متقوم بالوحدة إنما هي الأولى دون الثانية ، فإنها تحصل من التكثرات وتتنافى مع الوحدة ، قال تعالى : (أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلهاً واحِداً إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عُجابٌ) [سورة ص ، الآية : ٥] ، وقد حصل لهم التعجب ، لأنها اعتقادية خيالية تابعة لأهوائهم. قال تعالى : (أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ) [سورة الفرقان ، الآية : ٤٣]. والآيات والروايات والأدلة العقلية تدل على كثرة هذا الإله وتعدده بحيث لا حصر له ولا عد.
قوله تعالى : (لا إِلهَ إِلَّا هُوَ). هذه العبارة من أوضح العبارات الدالة على وجود الله وتوحيده ونفي ما عداه ، وهي كلمة نابعة من ينبوع الفطرة المستقيمة.
قوله تعالى : (الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ). تقدم تفسيرهما في بسملة الفاتحة ، وذكر هما في المقام لتقوم الربوبية العظمى بهما.
ثم إنّ ما ورد في هذه الاية الشريفة من البيّنات الواضحة الدالة على وجود الله تعالى ووحدانيته وبديع صنعه الناشئ من رحمته التي وسعت كل