الصادق (عليهالسلام). وإنه صخرة وضعتها زوجة إسماعيل تحت رجلي إبراهيم لما غسلت رأسه فأثرت فيها قدماه ، كما روي عن الصادق (عليهالسلام) وابن عباس.
وكيف كان فهو حجر معروف بأنه مقام إبراهيم (عليهالسلام) من قبل البعثة كما هو الشأن بالنسبة إلى بقية المشاعر العظام. وقد روي عن نوفل بن معاوية الديلي قال : «رأيت المقام في عهد عبد المطلب وهو مثل المهاة». والمهاة الخرزة البيضاء ، وعن أبي سعيد الخدري قال : «كانت الحجارة على ما هي عليه اليوم ـ الحديث ـ» فلا ريب في أن الحجر المعروف الآن هو نفس مقام إبراهيم المذكور في القرآن الكريم الذي أمرنا باتخاذه مصلّى فقداسة المقام وكونه من المشاعر العظام غير قابلة للتشكيك كسائر المشاعر المباركة. وحد المقام ذراع واحد مساحته أربع عشرة إصبعا في أربع عشرة ، والقدمان داخلتان في الحجر سبع أصابع ودخولهما منحرفتان وبين القدمين في الحجر إصبعان. وكان البعد بينه وبين الركن تسعة وعشرين قدما وتسع أصابع ومن الركن الشامي إلى المقام ثمان وعشرين ذراعا وتسع عشرة أصبعا.
نعم وقع الكلام في موضعه فقد روي عن الباقر (عليهالسلام) «كان موضع المقام الذي وضعه إبراهيم عند جدار البيت فلم يزل هناك حتّى حوله أهل الجاهلية إلى المكان الذي هو فيه اليوم فلما فتح النبي (صلىاللهعليهوآله) مكة رده إلى الموضع الذي وضعه إبراهيم (عليهالسلام) إلى أن ولي عمر بن الخطاب فسأل النّاس من منكم يعرف المكان الذي كان فيه المقام؟ فقال بعض أنا قد كنت أخذت مقداره بنسع (سير) فهو عندي فأتاه به فقاسه ثم رده إلى ذلك المكان». وروى الأزرقي : «أمر عمر بن الخطاب عبد الله ابن السايب العابدي ـ وعمر نازل بمكة في دار ابن سباع ـ بتحويل المقام إلى موضعه الذي هو فيه اليوم قال فحوله ثم صلّى المغرب وكان عمر قد اشتكى رأسه ، قال : فلما صليت ركعة جاء عمر فصلّى ورائي فلما قضى صلاته قال عمر : أحسنت فكنت أول من صلّى خلف المقام حين حول إلى