فيما رواه الفريقان : «المسلم من سلم المسلمون من يده ولسانه».
والمراد من التسليم من كل جهة قلبا ولسانا وعملا ، كما صرح (عليهالسلام) في ذيل الحديث. والمراد بالأداء هو خلوص العمل ووصوله الى الله تعالى ، وهو إشارة إلى أن كل ذلك أمانة من الله تعالى لا بد وان تؤدى وتصل اليه عزوجل ، ومقتبس من قوله تعالى : (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها وَأَشْفَقْنَ مِنْها وَحَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولاً) [سورة الأحزاب ، الآية : ٧٢] وقوله تعالى : (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها) [سورة النساء ، الآية : ٥٨] ، وأغلى تلك الأمانات وأجلها هو الإيمان فلا بد أن يرد اليه تعالى كما شرعه من دون ان يخان فيه قلبا أو لسانا أو عملا ، وفي المقام تفاصيل تأتي في الآيات التالية.
وفيه عن البرقي عن علي (عليهالسلام) قال : «الإسلام هو التسليم ، والتسليم هو اليقين».
أقول : هذا بيان لبعض مراتب الإسلام بقرينة الحديث الآتي.
وفيه أيضا عن سماعة عن الصادق (عليهالسلام) : «الإسلام شهادة أن لا إله إلّا الله ، والتصديق برسول الله (صلىاللهعليهوآله) به حقنت الدماء ، وعليه جرت المناكح والمواريث وعلى ظاهره جماعة الناس. والإيمان الهدى وما يثبت في القلوب من صفة الإسلام».
أقول : هذا هو أدنى مراتب الإسلام الظاهري الذي عليه عامة المسلمين.
وفي الكافي عن القاسم الصيرفي عن أبي عبد الله (عليهالسلام) قال : «الإسلام يحقن به الدم وتؤدى به الأمانة ويستحل به الفروج والثواب على الإيمان».
أقول : قوله (عليهالسلام) أولا : بيان لأدنى مرتبة الإسلام وقوله أخيرا بيان لبعض مراتبه العالية.
وفي المجمع عن النبي (صلىاللهعليهوآله) : «قال الله تعالى أعددت